اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

تساؤلات الغرب المريبة.. وكيل الأزهر يفند المفاهيم المغلوطة عن المرأة

وكيل الأزهر الشريف
-

أجاب وكيل الأزهر، الدكتور محمد الضويني، على تساؤلات الغرب المريبة، قائلا: إن في ضُوءِ ما يعلنُه الواقعُ ممَّا ‏تتمتَّعُ به المرأةُ من مكانةٍ وحقوقٍ وكرامةٍ يقرُّها الدين، ويؤيِّدُها القانونُ فإنَّ من المصارحةِ أن نوضح بأنَّ ‏هذه الصَّورةَ السَّلبيَّةَ الَّتي تتبنَّاها الدُّولُ الأجنبيَّةُ عن المرأةِ المسلمةِ تكشفُ عن حالةٍ من ضعفِ التَّواصلِ ‏الحضاريِّ والثَّقافيِّ بين الشُّعوبِ، أو حالةٍ من التَّشويهِ المتعمَّدِ لمجتمعاتِ المسلمين، وتفرضُ في الوقتِ ‏نفسِه على الهيئاتِ والمؤسَّساتِ أن تقومَ بواجبِها تجاه التَّعارفِ الحضاريِّ والمثاقفةِ الفعَّالةِ بين الشُّعوبِ ‏والمجتمعاتِ، والعملِ على تصحيحِ الصُّورةِ الذِّهنيَّةِ المغلوطةِ عن خصوصيَّتِنا الدِّينيَّةِ والثَّقافيَّةِ.‏

وشدد وكيل الأزهر، خلال المؤتمر الأول للواعظات الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن الإسلامُ أعادَ التَّوازنَ الاجتماعيَّ المطلوبَ، وأسَّسَ لمفهومِ الكرامةِ الإنسانيَّةِ الَّتي ‏تشملُ الجنسين معًا ذكرانًا وإناثًا، بما جاءَ به من عدالةٍ ورحمةٍ ومساواة، أعلنها في آياتٍ كريماتٍ تتلى إلى ‏يومِ القيامةِ؛ حيث يقولُ اللهُ جلَّ جلالُه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ ‏الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء:70]، فلم يفرِّقْ هنا بين رجلٍ وامرأةٍ، ولا بين ‏ذكرٍ وأنثى، فالمرأةُ مكرَّمةٌ انطلاقًا من هذا الإعلانِ الإلهيِّ، وساوى الإسلامُ بين الجنسين في المجازاةِ ‏والعقوبةِ.‏

ونبَّه إلى أمرين مهمين في ما يتعلق بالمرأة:‏

الأوَّل: أنَّنا ونحن نعملُ على معالجةِ الصُّورةِ الشَّائهةِ عن المرأةِ المسلمةِ ينبغي ألَّا يأخذَنا الحذرُ والمبالغةُ ‏أحيانًا إلى حدٍّ يخرجُ عن نورِ الوحيِ، فنرفضَ باسمِ الحرِّيَّاتِ والحقوقِ شيئًا من الشَّريعةِ كحجابِ المرأةِ، ‏ومسؤوليَّتِها عن بيتِها، أو أن يدفعَنا الخوفُ من الوصمِ بالتَّعصُّبِ والتَّمييزِ إلى أن نقرَّ المثليَّةَ والتَّهتُّكَ ‏والمساكنةَ وما وراء ذلك ممَّا حملَه هذا الطَّرحُ النَّكدُ الغريبُ عن الشَّريعةِ وآدابِها.‏

والثَّاني: أنَّنا ونحن ننكرُ ما في الواقعِ من ممارساتٍ مغلوطةٍ تعارضُ نورَ الوحيِ، لا ينبغي أن تختزلَ ‏المنظماتُ والهيئاتُ في مجتمعاتِنا المسلمةِ قضايا المرأةِ في مسائلَ بعينِها دون أن تتجاوزَها إلى مشروعاتٍ ‏حقيقيَّةٍ تمكِّنُ المرأةَ دينيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا. ‏