المستشار الألماني يرفض المخطط الأمريكي بإعادة توطين سكان غزة

أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن رفضه التام لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين الفلسطينيين من غزة في دول مجاورة مثل مصر والأردن، معتبرًا أن هذا الحل غير مقبول.
كما انتقد شولتز فرض ترامب عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، معتبرًا أن هذه العقوبات تهدد مؤسسة مهمة ينبغي أن تضمن العدالة ضد الطغاة والمعتدين.
وأوضح أن العقوبات أداة خاطئة لأنها تهدد قدرة المحكمة على محاسبة المسؤولين عن الجرائم الدولية.
في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية دعم برلين المستمر للمحكمة الجنائية الدولية، رغم العقوبات الأمريكية التي استهدفت أفرادًا متورطين في التحقيقات المتعلقة بمواطني الولايات المتحدة وحلفائها.
خطة تهجير سكان غزة
يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس كان قد أصدر تعليمات لجيش الاحتلال اليوم الخميس بإعداد خطة لخروج "طوعي" لسكان غزة عبر المعابر البرية أو ترتيبات خاصة براً أو بحراً، وذلك تنفيذا لمقترح ترامب الخاص بطرد الشعب الفلسطيني.
كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يوجد خطأ في السماح لسكان غزة بالمغادرة "طواعية"، مع إمكانية عودتهم لاحقًا.
وتعليقا على التحركات الإسرائيلية وصف الأكاديمي والخبراء في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، الوضع في إسرائيل اليوم بأنه غير مسبوق، حيث تسود حالة من "الزهو غير المسبوق". وأشار إلى أن حتى الذين كانوا يعارضون فكرة التهجير في الماضي، مثل زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس وزعيم المعارضة يائير لبيد، أصبحوا الآن يؤيدون خطة ترامب، ما يعكس الطابع الاستعماري للمشروع الصهيوني.
كما استبعد البرغوثي أن تكون تصريحات ترامب مجرد اختبار للرأي العام، محذراً من التداعيات المحتملة لهذه التصريحات. وأكد أن هناك نية حقيقية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب لترحيل سكان قطاع غزة، مع وجود دعم من فريق إنجيلي صهيوني متطرف في إدارة ترامب يسعى لتطبيق تعاليم تلمودية.
ردود فعل دولية
وفي سياق ردود الفعل الدولية على تصريحات ترامب بشأن غزة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أي محاولة لارتكاب "تطهير عرقي" في غزة، مشدداً على أن "الحق الأساسي للشعب الفلسطيني هو العيش على أرضهم". وأشار في خطابه أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الفلسطينيين إلى أن تحقيق هذه الحقوق يبتعد بشكل مستمر.
وأضاف غوتيريش أن الهجمات المروعة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر، وكذلك الأحداث التي تشهدها غزة منذ عدة أشهر، لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الماليزية أن أي اقتراح للتهجير القسري للفلسطينيين يُعد تطهيراً عرقياً وانتهاكاً للقانون الدولي. وأوضحت الوزارة أن ماليزيا تعارض بشدة أي خطوة تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم، داعية إلى حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار الدائم.
كما أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده ترفض أي مبادرة تقصي سكان قطاع غزة، سواء في إدارة القطاع أو مستقبله. من جهته، أعلن الكرملين أن موسكو تعتبر أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين.