اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

هدنة غزة في مهب الريح بسبب نتنياهو وترامب

ترامب
محمود المصري -

يواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، تهديدًا خطيرًا بالانهيار في ظل التوترات المتصاعدة بين الجانبين. فقد هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف الأعمال العسكرية في قطاع غزة ما لم تفرج حماس عن الرهائن المحتجزين لديها خلال أيام.

وأكد نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ في تحريك قواته داخل قطاع غزة وحوله، مشددًا على أن إسرائيل ستعود إلى القتال المكثف إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل.

التهديد الإسرائيلي يكتسب أبعادًا خطيرة بالنظر إلى أن نتنياهو لم يحدد بدقة ما إذا كان يطالب بالإفراج عن الرهائن الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت، أو أولئك الذين لا يزالون محتجزين في المرحلة الأولى من الاتفاق. وقد نقلت صحيفة "ذا ناشيونال" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الحكومة الإسرائيلية تطالب بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين بحلول الموعد النهائي المحدد.

من جهة أخرى، أعلنت حركة حماس أنها تؤجل تبادل الأسرى المقرر يوم السبت، دون تحديد موعد جديد، لكنها أكدت أنها ستظل منفتحة على إطلاق سراح الرهائن إذا تم ممارسة الضغط على إسرائيل من قبل الوسطاء للالتزام الكامل بشروط اتفاق وقف إطلاق النار. وكانت حماس قد اتهمت إسرائيل بخرق عدد من بنود الاتفاق، ما دفعها إلى إلغاء عملية الإفراج عن ثلاثة رهائن كان من المقرر إطلاق سراحهم في اليوم ذاته.

في الوقت الذي تتصاعد فيه هذه التوترات، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عبر عن شكوكه في قدرة حماس على الوفاء بالموعد النهائي لإطلاق سراح الرهائن.

كما هدد ترامب قائلاً إنه في حال عدم الوفاء بالموعد، فإن "الجحيم سيندلع"، مشيرًا إلى أن حماس قد تحاول الظهور بمظهر "الرجل القوي" ولكن الوضع يظل غير واضح.

على الصعيد الإقليمي، لم تقتصر ردود الفعل على إسرائيل، حيث أعلن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عن استعداد جماعته لشن هجمات ضد إسرائيل في حال استئنافها الهجمات على غزة وعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار. وفي خطوة تصعيدية، شن الحوثيون هجمات على سفن إسرائيلية في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل بعض الممرات الملاحية العالمية، مؤكدين أن هذه العمليات جاءت في إطار تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة خلال صراعهم مع إسرائيل.

تتصاعد الأزمة بشكل متسارع مع اقتراب الموعد النهائي المحدد لوقف إطلاق النار، ويبدو أن الظروف الراهنة قد تدفع الأطراف المعنية إلى اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تجدد القتال، ما يهدد بإجهاض أي فرص لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.