اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

واشنطن تنتظر رد موسكو ومخاوف من تصعيد روسي في أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
محمود المصري -

في خطوة جديدة نحو التهدئة، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستتواصل مع روسيا بشأن مقترح هدنة مدتها 30 يومًا في أوكرانيا، وهو المقترح الذي وافقت عليه كييف خلال محادثات أجرتها مع الوفد الأمريكي في جدة. ومع ذلك، يبقى موقف موسكو غير واضح، إذ طلب الكرملين الاطلاع على تفاصيل المفاوضات قبل تحديد موقفه من الهدنة.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي تحدث من إيرلندا، أعرب عن أمله في الحصول على رد إيجابي من موسكو، مشددًا على أنه لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع، وأن إنهاء الأعمال العدائية يجب أن يكون أولوية. كما أشار إلى أن جزءًا من المفاوضات دار حول إمكانية تقديم أوكرانيا تنازلات إقليمية لروسيا، وهو أمر يشير إلى احتمالية إعادة رسم حدود النزاع بناءً على مخرجات المفاوضات.
وأكد روبيو أن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية قوية لمنع أي هجمات مستقبلية، مشيرًا إلى أن العقوبات الأوروبية ستظل ورقة ضغط مطروحة على طاولة المفاوضات. كما شدد على ضرورة مشاركة أوروبا بشكل فاعل في العملية التفاوضية.
روسيا تترقب وتلوح بالتصعيد
في المقابل، بدا الموقف الروسي أكثر حذرًا، حيث أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو تنتظر تفاصيل المفاوضات التي أجريت في جدة قبل أن تحسم موقفها من مقترح وقف إطلاق النار. كما لم يستبعد بيسكوف إمكانية إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مؤكدًا أن ترتيب هذه المحادثة يمكن أن يتم بسرعة عند الضرورة.
أما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، فقد أبدى موقفًا أكثر تشددًا، محذرًا من أن أي وجود لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الأراضي الأوكرانية، تحت أي غطاء بما في ذلك قوات حفظ السلام، سيُعتبر تهديدًا مباشرًا لروسيا. وشدد على أن موسكو لن تقبل بأي حال من الأحوال بوجود قوات الناتو على الأراضي الأوكرانية، ما يعكس استمرار التوتر بين الجانبين واحتمالية تصعيد إضافي إذا لم تُفضِ المفاوضات إلى نتائج مرضية لموسكو.
سيناريوهات المرحلة القادمة
في حال قبلت روسيا بالمقترح الأمريكي، فقد يكون ذلك بداية لمفاوضات أوسع تفتح المجال أمام وقف أطول لإطلاق النار، وربما الوصول إلى تسوية سياسية للنزاع. أما إذا رفضت موسكو العرض، فذلك سيؤدي إلى استمرار القتال وربما تصعيده، خصوصًا مع تلويح روسيا بخطوط حمراء جديدة، أبرزها رفضها القاطع لأي وجود لحلف الناتو في أوكرانيا.
تبقى الكرة الآن في ملعب موسكو، إذ سيحدد موقفها من الهدنة مستقبل الصراع في أوكرانيا، إما نحو التهدئة التدريجية أو استمرار الحرب في ظل مخاطر تصعيد قد تمتد إلى أوروبا بأكملها.