احتجاجات في الولايات المتحدة رفضًا لاعتقال محمود خليل.. وزوجته: كنت ساذجة حين ظننت أنه آمن

شهدت مدينة نيويورك مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المحتجين رفضًا لاعتقال الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا، محمود خليل، من قبل سلطات الهجرة الأمريكية، وسط مساعٍ رسمية لترحيله. وقد أثار هذا الاعتقال جدلًا واسعًا، إذ اعتُبر استهدافًا سياسيًا مرتبطًا بمواقفه المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي وصفها المتظاهرون بأنها "إبادة جماعية".
لم تقتصر الاحتجاجات على نيويورك، بل امتدت إلى مدن أخرى مثل شيكاغو، إلينوي، وبيرلينجتون، فيرمونت، إضافة إلى عدد من الجامعات الكبرى مثل جامعة أوريغون، جامعة ستانفورد، وجامعة UCLA في كاليفورنيا، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بإطلاق سراح خليل، ونددوا بمحاولات قمع حرية التعبير داخل المؤسسات الأكاديمية.
في هذا السياق قالت نور عبد الله، المواطنة الأمريكية والحامل في شهرها الثامن زوجة الناشط الفلسطيني، إنه قبل يومين من احتجازه من قبل عملاء وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، تساءل الناشط الفلسطيني والطالب بجامعة كولومبيا، محمود خليل، عن الخطوات التي ينبغي اتخاذها في حال طرقت سلطات الهجرة باب منزله. مضيفة أنها لم تكن تتوقع أن يتحول هذا السؤال إلى واقع مؤلم.
وقالت نور، واصفةً زوجها بأنه "شخص رائع يهتم بالآخرين"، وأعربت عن أملها في أن يكون حراً لرؤية طفلهما. وأضافت: "رؤيته لطفله الأول من خلف حاجز زجاجي سيكون أمرًا مدمراً بالنسبة لي وله".
وأكدت زوجته نور، التي التقت به لأول مرة في لبنان عام 2016، أنها تعيش حالة من القلق، خصوصًا مع اقتراب موعد ولادة طفلهما الأول في أبريل.
وفي مشهد أثار الجدل، قيدت السلطات الأمريكية خليل بالأصفاد داخل سكنه الجامعي في مانهاتن، وسط اتهامات غير مدعومة بأدلة تربطه بحركة "حماس". الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف وجود خليل في الولايات المتحدة بأنه "يتعارض مع المصالح الوطنية"، في حين لم تُوجه إليه أي تهمة جنائية.
المحامون المدافعون عن خليل يؤكدون أن اعتقاله جاء انتقامًا من مواقفه الداعمة لقطاع غزة، ما يشكل انتهاكًا لحقه في حرية التعبير. القاضي الفيدرالي الذي ينظر في القضية أصدر أمرًا مؤقتًا بمنع ترحيله، لحين البت في مدى دستورية احتجازه.
نقل تعسفي وقلق عائلي
في خطوة مفاجئة، نقلت السلطات الأمريكية خليل من سجن نيوجيرسي إلى منشأة احتجاز في لويزيانا، على بعد نحو 2000 كيلومتر، ما أثار مخاوف بشأن ظروف احتجازه وإمكانية تواصله مع عائلته ومحاميه.
احتجاجات طلابية وتداعيات أوسع
يأتي اعتقال خليل في سياق حملة قمع متزايدة ضد الحركة الطلابية المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية، حيث وصفها ترامب بأنها "معادية للسامية"، متوعدًا بالمزيد من الاعتقالات في المستقبل.
وفي ظل هذا التصعيد، يظل السؤال مفتوحًا حول مستقبل حرية التعبير في الولايات المتحدة، وما إذا كانت قضية محمود خليل ستشكل سابقة لمزيد من الاستهداف السياسي للنشطاء داخل الجامعات الأمريكية.