اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

حصار وتجويع.. الاحتلال يصعّد عدوانه على الضفة وغزة في ظل صمت دولي

الاحتلال
محمود المصري -

يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة الحصار والتجويع ضد الفلسطينيين، حيث يدخل إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون "إيرز" يومه الثالث عشر على التوالي، مما أدى إلى شلل اقتصادي خطير وتهديد مباشر للأمن الغذائي في قطاع غزة.
تصعيد ممنهج واستهداف للبنية التحتية
منذ بدء الإغلاق، توقفت حركة البضائع، ما دفع منظمات دولية للتحذير من كارثة إنسانية تهدد سكان القطاع، وسط تقارير عن قفزة حادة في أسعار المواد الأساسية. في الوقت نفسه، يواصل الاحتلال تصعيده العسكري في شمال الضفة الغربية، لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات هدم موسعة للمنازل، وتحويل أحياء سكنية إلى ثكنات عسكرية، وسط نزوح آلاف الفلسطينيين.
مأساة الناطور نموذجًا
تجسد قصة ميساء الناطور وعائلتها معاناة آلاف النازحين، فبعد تدمير منزلهم في مخيم جنين، اضطروا للعيش في منزل مؤقت، معتمدين على مساعدات محدودة من الجيران. رمضان هذا العام يحمل طابعًا قاسيًا لعائلة فقدت كل شيء، حيث لم يبقَ لديهم سوى القليل من الطعام والمقتنيات الضرورية، في ظل ظروف اقتصادية تزداد سوءًا.
تدمير ممنهج وتهجير قسري
لم يكن استهداف منزل الناطور حالة فردية، فقد دمر الاحتلال أكثر من 120 منزلًا في مخيم جنين، وهدم عشرات المنازل في طولكرم ونور شمس، مع استمرار حملة الاعتقالات العشوائية والتنكيل بالسكان. آلاف النازحين يتوزعون في البلدات المجاورة، بعضهم يقيم في مراكز إيواء مؤقتة، بينما يعاني آخرون من انعدام أدنى مقومات العيش الكريم.
هذا ولم تتوان الحكومة الفلسطينية في تقديم المساعدة العاجلة لأبناء شعبنا في محافظات شمال الضفة، حيث وصلت الحكومة المخصصة للتدخلات الطارئة في أقل من 4 أشهر 34 مليون شيقل، كما تسيير أكثر من 30 شاحنة من المساعدات الغذائية والصحية، و 2.3 مليون شيقل لتعبيد وتأهيل الطرق داخل مدينة جنين، و 300 ألف شيقل لتأهيل المخيمين، دون إضافة التخفيضات، وصيانة الصرف الصحي .

تواطؤ دولي وصمت رسمي
رغم حجم الدمار والاستهداف المباشر للمدنيين، لم تتحرك المؤسسات الدولية بشكل فعال لوقف هذه الانتهاكات. المساعدات التي تقدمها الحكومة الفلسطينية لا تغطي إلا جزءًا ضئيلًا من احتياجات النازحين، في حين تستمر إسرائيل في توسيع عملياتها دون أي رادع.
إلى أين يتجه الوضع؟
مع استمرار الحصار والعدوان، يزداد القلق بشأن المستقبل، خاصة مع تهديدات الاحتلال بإكمال حملته العسكرية حتى نهاية العام. مصير آلاف الفلسطينيين بات معلقًا بين التهجير القسري والمجهول، وسط تساؤلات عن مدى قدرة المجتمع الدولي على التحرك لإنهاء هذه الجرائم الإنسانية.