اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

تصاعد التوترات بين روسيا والغرب.. موسكو تحبط هجمات إرهابية استهدفت مسؤولين عسكريين

روسيا
محمود المصري -

في ظل التصعيد المستمر بين روسيا والدول الغربية، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الخميس، عن إحباط هجمات إرهابية استهدفت مسؤولين عسكريين وحكوميين عبر طرود بريدية، ما يعكس تصاعد التهديدات الأمنية داخل البلاد.
حرب الظل بين موسكو والناتو
في تطور آخر، كشف يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، عن معلومات تفيد بنيّة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تكثيف استهداف البنية التحتية الروسية، بما في ذلك أنابيب النفط تحت الماء وناقلات النفط والسفن.
وأشار أوشاكوف إلى أن الناتو يستخدم الهجمات الإلكترونية لتعطيل معدات الملاحة الروسية، مما يؤدي إلى حوادث بحرية متزايدة. كما حذّر من أن دولًا أوروبية أعضاء في الحلف قد ترفع من مستوى التهديدات التي تواجهها الموانئ الروسية، خصوصًا في بحر البلطيق، حيث تتزايد عمليات الحصار الغربية على موسكو.
وأضاف أن روسيا لن تقبل أي مساس بمصالحها الوطنية في المنطقة، مشيرًا إلى أن عسكرة أوروبا، التي أُقرت خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة، ستؤدي إلى تصعيد عسكري إضافي. كما ألقى باللوم على بريطانيا في تعطيل المفاوضات بشأن أوكرانيا، معتبراً أن لندن تسعى إلى عرقلة أي تقارب روسي-أمريكي.
وفي إشارة تاريخية، شبّه أوشاكوف الدور المتصاعد لفنلندا ضمن استراتيجية الناتو الحالية بدورها في الحرب الفنلندية-السوفيتية عام 1939، ملمحًا إلى احتمال استخدامها كنقطة انطلاق لعمليات عدائية ضد روسيا.
المحادثات الروسية-الأمريكية: هل من أفق للحل؟
على صعيد دبلوماسي، أكدت وزارة الخارجية الروسية انعقاد اجتماع بين المفاوضين الروس ونظرائهم الأمريكيين، الخميس، حيث يتابع الكرملين عن كثب التطورات في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، التي عقدت مؤخرًا في مدينة جدة.
وأشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن المفاوضين الأمريكيين في طريقهم إلى روسيا لإجراء مشاورات، مؤكدًا أن المناطق التي أُدرجت ضمن الأراضي الروسية وفقًا للدستور الروسي "حقيقة لا جدال فيها". كما شدد على أن موسكو ستعيد تقييم موقفها من الملف الأوكراني بعد استلام نتائج هذه المشاورات.
انعكاسات التحركات الغربية على المشهد الروسي
مع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب، يتضح أن روسيا تواجه ضغوطًا متزايدة على عدة جبهات، سواء من خلال تهديدات الناتو الأمنية والعسكرية أو من خلال التحركات الدبلوماسية التي تحاول كبح نفوذها.
يذكر أن الأزمة الأوكرانية شهدت تطورات بارزة في الأيام الأخيرة، حيث أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن العمليات العسكرية الروسية ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، الواقعة غربي روسيا، وصلت إلى مرحلتها الأخيرة. يأتي في سياق تصعيد عسكري مستمر بين الطرفين، يعكس محاولات موسكو لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية.
وفي خطوة لافتة، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدينة كورسك يوم الأربعاء، وهي زيارته الأولى منذ استعادة القوات الأوكرانية لأجزاء من المنطقة في أغسطس الماضي. تحمل هذه الزيارة دلالات سياسية وعسكرية، حيث تؤكد التزام القيادة الروسية بالحفاظ على سيادتها في المناطق الحدودية، وتعزز من صورة بوتين أمام الداخل الروسي بأنه قائد يواكب مجريات المعركة ميدانياً.