اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

بوادر تسوية.. بوتين وترامب يقتربان من اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
محمود المصري -

أعلن الكرملين، الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وسط مؤشرات على إمكانية التوصل إلى تسوية مؤقتة للصراع في أوكرانيا. وأشار المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى وجود "تفاؤل حذر" بشأن تطورات الموقف، بحسب ما نقلت وكالة ريا نوفوستي.
اتصال مرتقب بين بوتين وترامب
أكد بيسكوف أن موعد المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي سيتم تحديده بعد أن ينقل ويتكوف رسالة بوتين إلى البيت الأبيض. وأضاف:
"بعد أن يطلع ستيف ويتكوف ترامب على جميع التفاصيل التي حصل عليها من موسكو، سنقرر حينها موعد الاتصال بين الرئيسين".
وأشار إلى أن موسكو وواشنطن تدركان أهمية الحوار المباشر، لافتاً إلى أن بوتين يتفق مع ترامب بشأن ضرورة تسوية الأزمة الأوكرانية، لكنه طرح أسئلة تحتاج إلى إجابات مشتركة قبل اتخاذ أي خطوة.
استبعاد كيث كيلوج من المحادثات

أثارت تقارير أمريكية جدلاً حول استبعاد المبعوث الأمريكي لأوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج، من المحادثات مع موسكو، وهو ما اعتبره بيسكوف "شأناً داخلياً يخص الولايات المتحدة".
لكن شبكة NBC NEWS نقلت عن مسؤولين أمريكيين وروس أن الكرملين أبلغ واشنطن برفضه مشاركة كيلوج في المفاوضات، معتبرًا أنه "منحاز لأوكرانيا". كما أشارت إلى أن كيلوج غاب "بشكل مريب" عن المحادثات الروسية-الأمريكية في الرياض، وكذلك المباحثات التي عقدت بين واشنطن وكييف في جدة، رغم أن الملف يقع ضمن اختصاصه.
محادثات حاسمة في موسكو
في ظل هذه التطورات، وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو، الخميس، لإجراء محادثات مع مسؤولين روس، وسط توقعات بإمكانية ترتيب مكالمة مباشرة بين ترامب وبوتين.
ونقلت موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن اللقاء بين بوتين وويتكوف يُعدّ "محورياً" ضمن جهود إدارة ترامب لضمان وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، وهو ما تم الاتفاق عليه مبدئياً بين الولايات المتحدة وأوكرانيا خلال اجتماع جدة.
لكن وكالة إنترفاكس الروسية استبعدت إجراء مكالمة مباشرة بين بوتين وترامب يوم الخميس، رغم وجود تقدم في المفاوضات.
أوكرانيا تبدي استعدادها لوقف إطلاق النار
في إطار التمهيد لأي تسوية، أصدرت واشنطن وكييف بيانًا مشتركًا عقب اجتماع مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في جدة، الثلاثاء، أعلنوا فيه الاتفاق على خطة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة "إكس" أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار الجوي والبحري، مشددًا على التزام بلاده "بالتحرك بسرعة نحو سلام موثوق ودائم".
ترامب يضغط على موسكو للرد
في المقابل، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، خلال لقاء مع رئيس وزراء أيرلندا، أن الكرة الآن في ملعب روسيا، قائلاً:
"الأمر متروك لروسيا الآن، سنعرف قريباً ما إذا كانوا سيوافقون على وقف إطلاق النار. لقد تلقينا بعض الرسائل الإيجابية، لكن ذلك لا يعني شيئًا حتى يتم تنفيذ الاتفاق على الأرض".
هل نحن أمام هدنة أم إعادة تموضع؟
بينما تبدو المحادثات الأمريكية-الروسية خطوة أولى نحو تهدئة مؤقتة، إلا أن مراقبين يحذرون من أن روسيا قد تستخدم الهدنة لإعادة تموضع قواتها وتجهيزها لجولات قتال جديدة.
ويشير محللون إلى أن بوتين، حتى لو وافق على وقف إطلاق النار، فإنه سيضع شروطًا صارمة تضمن بقاء أوكرانيا ضمن نطاق النفوذ الروسي، وهو ما قد يجعل الاتفاق هشًا ومؤقتًا.
يبدو أن المفاوضات الأمريكية-الروسية وصلت إلى مرحلة مفصلية، مع استعداد واشنطن وكييف لوقف إطلاق النار، مقابل انتظار رد موسكو النهائي. لكن يبقى السؤال: هل ستقبل روسيا بالتسوية المطروحة، أم أنها تستخدمها لإعادة ترتيب أوراقها في أوكرانيا؟
الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدي إلى بداية حل دبلوماسي للصراع، أم أنها مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد العسكري.