اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

صحفي يكتشف أنه ضمن مجموعة عسكرية سرية تكشف خططها لضرب الحوثيين

جانب ما كشف عنه الصحفي الأمريكي
-

اكتشف صحفي أمريكي، أنه تم إضافته إلى مجموعة عسكرية سرية، تحت اسم "مجموعة الحوثيين الصغيرة" كطلب اتصال على تطبيق "سيجنال" المشفر من شخص يدعي أنه مايكل والتز "مستشار الأمن القومي لإدارة ترامب" انتهى بمشاركته دون قصد في مجموعة دردشة تضم كبار مسؤولي الأمن القومي، حيث ناقشوا خططاً سرية لضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن، ما يكشف عن ثغرة أمنية صادمة، وتُظهر كيف يمكن لتطبيق مراسلة عادي أن يصبح منصة لصنع القرارات المصيرية.

بعد يومين من قبول طلب الاتصال الغامض، وجد الصحفي جيفري جولدبرج، رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك، نفسه مضافاً إلى مجموعة على "سيجنال" تحمل اسم "مجموعة الحوثي الصغيرة، وعلى مدار عدة أيام ، التقط جولدبرج لقطات شاشة للمحادثات التي كشفت عن وجود أسماء لامعة مثل وزير الدفاع بيت هيجسيث ونائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد.

في البداية، ظن الصحفي أن الأمر خدعة أو عملية احتيال، خاصة مع سمعة إدارة ترامب بعدائها للإعلام. لكن الرسائل التي تبادلها الأعضاء بدت واقعية للغاية، من نبرة الحديث إلى التفاصيل الدقيقة حول السياسة الخارجية.

تحولت المجموعة إلى غرفة عمليات افتراضية، حيث ناقش المسؤولون بجدية توقيت الضربات على اليمن، في حين عبر نائب الرئيس فانس عن معارضته للتسرع، محذراً من تداعيات اقتصادية وسياسية، حيث قال إن الجمهور الأمريكي لن يفهم سبب خوض هذه الحرب في حين أن أوروبا هي المستفيد الأكبر من حماية الممرات البحرية.

في المقابل، أصر وزير الدفاع هيجسيث على الضربات الفورية، مؤكداً أن الهدف ليس الحوثيين بل استعادة الردع الأمريكي الذي تضرر في عهد بايدن. حتى المستشار الأقرب لترامب، ستيفن ميلر، تدخل بالقول إنه إذا كانت أمريكا ستنقذ أوروبا، فيجب إجبارها على الدفع مقابل هذه الحماية.

لكن الخبراء القانونيين أكدوا أن استخدام تطبيق غير آمن مثل "سيجنال" لمناقشة عمليات عسكرية سرية قد يشكل انتهاكاً لقوانين التجسس وحفظ السجلات الرسمية، خاصة أن بعض الرسائل كانت مبرمجة للحذف تلقائياً.

الأكثر إثارة للقلق هو كيف تمكّن صحفي من البقاء في المجموعة لأيام دون أن يكتشف أحد، بينما كانت تُناقش فيه تفاصيل قد تعرّض حياة الجنود الأمريكيين للخطر.

كما عبّر مسؤولون أمريكيون سابقون في الأمن القومي عن صدمتهم ورعبهم من المعلومات التي كشفتها مجلة "ذا أتلانتيك"، الاثنين، عن إرسال كبار أعضاء إدارة الرئيس دونالد ترامب خططا مفصلة ومعلومات أخرى يُحتمل أنها سرية للغاية حول الضربات العسكرية الأمريكية على جماعة الحوثي في اليمن إلى محادثة جماعية على تطبيق "سيجنال" للمراسلة أُضيف إليها صحفي عن طريق الخطأ.

وأقرت إدارة ترامب بأن الرسائل، المُرسلة عبر تطبيق "سيجنال" غير الحكومي للدردشة المشفرة، تبدو أصلية دون تقديم أي تفسير لسبب مناقشة كبار المسؤولين لمعلومات عسكرية خارج الأنظمة الحكومية السرية المعتمدة، وفقا لموقع سي أن أن عربي.

ووفقًا لمجلة "ذا أتلانتيك"، عقد مستشار الأمن القومي مايك والتز في وقت سابق من هذا الشهر محادثة نصية مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، لمناقشة الضربات على الحوثيين في اليمن الذين يهددون الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ويبدو أن والتز أضاف، عن طريق الخطأ، رئيس تحرير "ذا أتلانتيك"، جيفري غولدبرغ إلى المحادثة.

وبدأت الرسائل بنقاش حول موعد بدء العملية، بينما تابع غولدبرغ المنافشات نُفذت الضربات، وهنأ المسؤولون أنفسهم على العمل الجيد خلال نقاش قصير بعد العملية، قبل أن يتنحى غولدبرغ.

وقال مسؤول أمريكي كبير سابق تعليقا على التقرير: "يا إلهي"، فيما أجاب آخر عندما سُئل عما إذا كان هناك أي استخدام مماثل للتطبيق خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن: "لا".

وفي نفس السياق نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معرفته بالموضوع من الأساس، جاء تصريح ترامب بعد كشف الصحفي الأمريكي جيفري جولدبرج عن واقعة غير مسبوقة، حيث أضافه مجلس الأمن القومي الأمريكي عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق "سيجنال"، تم فيها مناقشة خطط الإدارة لتنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن.

وبحسب جولدبرج، الذي يرأس تحرير موقع "ذا أتلانتيك"، فقد وجد نفسه وسط مجموعة ضمّت وزير الدفاع بيت هيجسيث، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الخارجية، ومدير الاستخبارات، وغيرهم من كبار المسؤولين أثناء مناقشتهم أسباب تنفيذ الضربات فورًا، والمبررات التي ستروجها الإدارة.

وكشف جولدبرج أن جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، كان من المعارضين للضربات، معتبرًا أنها "تتعارض مع استراتيجية ترامب تجاه أوروبا"، فيما حاول ستيفن ميلر، نائب مدير موظفي البيت الأبيض، تهدئته بالقول: "لا شيء مجاني."

وأثار وجود الصحفي في المجموعة شكوكه حول ما إذا كان قد أُضيف عن قصد أم بالخطأ، ما دفعه إلى إرسال استفسار للبيت الأبيض، متسائلًا: "هل هذه المجموعة حقيقية؟ وهل كانوا يعلمون بوجودي؟"

وسيجنال تطبيق مراسلة مشفر شائع الاستخدام حول العالم، بما في ذلك بين الصحفيين والمسؤولين كما استخدمه مسؤولو إدارة بايدن بشكل روتيني لمناقشة التخطيط اللوجستي للاجتماعات، وأحيانًا للتواصل مع نظرائهم الأجانب.

لكن استخدام سيجنال لمناقشة التخطيط للعمليات العسكرية، وهو من أكثر الأسرار كتمانًا في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثيره المحتمل على حياة العسكريين الأمريكيين، يُشكل خطرا صادما على الأمن القومي، وفقًا لمسؤولين سابقين.

يُذكر أن الولايات المتحدة بدأت حملتها الجوية الموسعة ضد الحوثيين في 15 مارس، بينما أعلن الحوثيون إطلاق صواريخ نحو إسرائيل 4 مرات منذ استئناف تل أبيب قصفها على غزة.