اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الأمير هاري يغادر منظمة ”سينتيبيل” وسط أزمة داخلية.. خلافات إدارية أم صراع نفوذ؟

منظمة سينتيبيل الخيرية
محمود المصري -

في تطور غير متوقع، أعلن الأمير هاري عن انسحابه من مجلس أمناء منظمة سينتيبيل الخيرية، التي أسسها عام 2006 لدعم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في ليسوتو وبوتسوانا، وذلك بعد نشوب خلاف حاد بين مجلس الأمناء ورئيسة المجلس صوفي تشانداوكا. وأعرب الأمير عن "صدمته" إزاء ما وصفه بالأزمة غير القابلة للإصلاح داخل المنظمة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار المغادرة.
"سينتيبيل".. إرث الأميرة ديانا في العمل الخيري
تأسس سينتيبيل على يد الأمير هاري والأمير سيسو، أمير ليسوتو، كتكريم لذكرى الأميرة ديانا، التي كرست حياتها لدعم مرضى الإيدز. وتعني كلمة "سينتيبيل" "لا تنسوني" باللهجة المحلية في ليسوتو، في إشارة إلى الالتزام المستمر بدعم الأطفال المصابين بهذا المرض في جنوب إفريقيا.
لكن المنظمة التي كانت رمزًا للعمل الإنساني شهدت مؤخرًا أزمة داخلية حادة، أدت إلى انسحاب مؤسسيها، وسط خلاف قانوني مع رئيسة المجلس، التي رفعت دعوى قضائية للاحتفاظ بمنصبها.
أزمة قيادة.. هل كان الخلاف إداريًا أم صراعًا على النفوذ؟
وفقًا لبيان مشترك صادر عن هاري وسيسو، فإن الخلاف بين مجلس الأمناء ورئيسة المجلس وصل إلى طريق مسدود، مما جعل من المستحيل استمرار التعاون داخل المنظمة. وأوضح البيان أن مجلس الأمناء اتخذ قرارًا يخدم مصالح المؤسسة، عندما طالب صوفي تشانداوكا بالتنحي عن منصبها.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول ما إذا كان الخلاف إداريًا بحتًا، أم أن هناك صراعًا أعمق على إدارة المنظمة ورؤيتها المستقبلية. فمن جهة، يؤكد مجلس الأمناء أن قراره يستند إلى مصلحة المنظمة، بينما اختارت رئيسة المجلس الاحتكام إلى القضاء للحفاظ على منصبها.
ما تداعيات رحيل هاري عن "سينتيبيل"؟
يشكل انسحاب الأمير هاري من المنظمة ضربة قوية لسمعتها وتأثيرها، إذ كان وجهًا بارزًا لأنشطتها، واستغل مكانته لتعزيز التوعية ودعم جهود مكافحة الإيدز في إفريقيا. ومع مغادرة الأمير سيسو أيضًا، يواجه "سينتيبيل" مرحلة حرجة، قد تؤثر على استمراريته وتمويله في المستقبل.
هل فقد "سينتيبيل" أحد أهم أعمدته؟
بينما كان هاري يأمل في أن تبقى المنظمة مكرسة لخدمة أهدافها الإنسانية، فإن الأزمة الحالية قد تعيد صياغة مسارها بشكل جذري.
معلومات منظمة سينتيبيل الخيرية
سينتيبيل (Sentebale) هي منظمة خيرية بريطانية تأسست عام 2006 على يد الأمير هاري، دوق ساسكس، والأمير سيسو، أمير ليسوتو، بهدف مساعدة الأطفال والشباب المتضررين من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في ليسوتو وبوتسوانا.
أصل الاسم والهدف الإنساني
يُشتق اسم "سينتيبيل" من اللغة المحلية في ليسوتو، ويعني "لا تنسوني"، وهو مستوحى من التزام المؤسسين بتكريم ذكرى والدتيهما، وخاصةً الأميرة ديانا، التي كانت ناشطة بارزة في مكافحة الإيدز. تهدف المنظمة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي للأطفال والشباب المتأثرين بالإيدز والفقر في جنوب إفريقيا.
برامج ومشاريع المنظمة
تركز سينتيبيل على تمكين الأطفال والشباب المصابين أو المتأثرين بفيروس نقص المناعة البشرية من خلال:
برامج التعليم والتوعية الصحية، التي تعزز فهم المرض وكيفية التعايش معه.


خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، لمساعدة الأطفال في التعامل مع وصمة العار المرتبطة بالفيروس.


برامج تدريبية لتنمية المهارات الحياتية، لتمكين الشباب من بناء مستقبل أفضل.


التوسع والتأثير
بدأت سينتيبيل أعمالها في ليسوتو، ثم توسعت إلى بوتسوانا ودول أخرى في جنوب القارة الإفريقية، حيث تواجه هذه الدول معدلات إصابة مرتفعة بفيروس نقص المناعة البشرية، خاصة بين الأطفال والشباب.