الجيش السوداني يوسع نطاق سيطرته في الخرطوم.. والدعم السريع يعيد حساباته

تتسارع التطورات الميدانية في السودان مع إعلان الجيش السوداني تحقيق مكاسب جديدة في معاركه ضد قوات الدعم السريع، حيث نشر، يوم الخميس، خريطة توضح مناطق سيطرته في مختلف أنحاء البلاد، مقابل تلك التي لا تزال تحت نفوذ قوات الدعم السريع. ويأتي هذا الإعلان بعد سيطرة القوات المسلحة على مواقع استراتيجية مهمة في العاصمة الخرطوم، أبرزها القصر الجمهوري، الوزارات السيادية، ومطار الخرطوم الدولي، ما يعكس تحولًا في ميزان القوى بعد نحو عامين من الصراع المسلح.
خريطة السيطرة.. تفوق الجيش على الأرض؟
نشر الجيش السوداني خريطة حديثة توضح مناطق نفوذه، حيث تم تمييزها باللون الأخضر، مقابل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع والتي ظهرت باللون الأحمر. ووفقًا لبيان الجيش، فإن "القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوات النظامية الأخرى ومساندة شعبية، تواصل عمليات تطهير البلاد من التمرد، سعياً لإعادة الأمن والاستقرار والانطلاق نحو إعادة البناء والتعمير".
زيارة البرهان للقصر الجمهوري.. رسالة رمزية أم تعزيز للسيطرة؟
في خطوة لافتة، زار رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، القصر الجمهوري في الخرطوم، والذي تمكن الجيش من استعادته الأسبوع الماضي. كما تفقد البرهان قوات الجيش في مطار الخرطوم الدولي، الذي استقبل أول طائرة منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.
معارك في الخرطوم ومحيطها.. السيطرة على مواقع جديدة
أكد الجيش السوداني استعادة عدة مواقع استراتيجية في العاصمة، بما في ذلك:
الجهة الغربية من جسر المنشية، الذي يربط الخرطوم بشرق النيل.
منطقة الباقير جنوب شرق العاصمة.
معسكر طيبة التابع لقوات الدعم السريع في محلية جبل أولياء.
كما أعلن الجيش بسط سيطرته على عدة منشآت استراتيجية، مثل فندق كورينثيا، إدارة المرافق الاستراتيجية، مباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني، والمقر الرئيسي للبنك المركزي. بالإضافة إلى استعادة مباني عمارة زين، مصرف الساحل والصحراء، برج الشركة التعاونية بمنطقة المقرن، وقاعة الصداقة.
رد قوات الدعم السريع.. إعادة تموضع لا انهيار؟
على الجانب الآخر، نفت قوات الدعم السريع مزاعم الجيش حول تحقيق تقدم استراتيجي، واعتبر مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق، أن الجيش لم يحقق أي انتصار حقيقي.
وأكد، عبر منشور على منصة إكس، أن قوات الدعم السريع "لم ولن تنهار"، لكنها قامت بإعادة تموضع في أم درمان، لاعتبارات لوجستية وعسكرية.
وصف طبيق بيان الجيش بـ"النصر الزائف" و"التضليل الإعلامي"، في إشارة إلى استمرار قدرة قوات الدعم السريع على القتال والمناورة رغم التقدم الميداني للقوات المسلحة.
ميزان القوى في الخرطوم.. هل يقترب الجيش من الحسم؟
تشير التقديرات إلى أن الجيش السوداني بات يسيطر على نحو 70% من الخرطوم، إضافة إلى كامل محليات بحري وشرق النيل، وما يزيد عن 65% من أم درمان الكبرى، ما يضع قوات الدعم السريع في موقف دفاعي متزايد.
ومع استمرار المعارك وتزايد الضغط العسكري، تبرز تساؤلات حول مستقبل الصراع في السودان، وما إذا كان الجيش قادرًا على تحقيق حسم نهائي، أم أن البلاد تبقى غارقة في حرب استنزاف طويلة الأمد.