اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

غضب في كوريا واليابان.. تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على قطاع السيارات

السيارات
محمود المصري -


أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على واردات السيارات موجة من القلق في الأسواق العالمية، حيث يتوقع أن تؤثر هذه السياسة بشكل كبير على الدول المصدرة للسيارات إلى الولايات المتحدة، وعلى رأسها كوريا الجنوبية واليابان والاتحاد الأوروبي.
توقعات بصعوبات كبيرة واستعدادات لإجراءات طارئة
أعرب وزير الصناعة الكوري الجنوبي، آهن دوك جيون، عن مخاوفه من أن تواجه صناعة السيارات في بلاده "صعوبات كبيرة" عندما تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ. وأكد أن الحكومة الكورية تخطط لاتخاذ إجراءات طارئة بحلول أبريل لحماية القطاع من تداعيات القرار الأمريكي.
يُذكر أن كوريا الجنوبية تُعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للسيارات إلى الولايات المتحدة، ويهدد القرار الأمريكي قدرة الشركات الكورية مثل هيونداي وكيا على المنافسة في السوق الأمريكية، ما قد يؤثر على حجم صادراتها ويضع ضغوطاً إضافية على اقتصادها.
تحركات دبلوماسية في اليابان لمواجهة القرار
بدوره، صرّح رئيس الوزراء الياباني، شيجيرو إيشيبا، أن طوكيو
تدرس "جميع الخيارات المتاحة" للتعامل مع القرار الأمريكي، مؤكداً أن اليابان تستثمر بكثافة في الولايات المتحدة وتوفر آلاف الوظائف، مما يثير تساؤلات حول جدوى تطبيق تعريفات موحدة على جميع الدول.
وأكد إيشيبا أن اليابان ستواصل الضغط على واشنطن لمراجعة هذه السياسة، مشيراً إلى أن بلاده تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في الولايات المتحدة، وهو ما ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ مثل هذه القرارات.
الرؤية الأمريكية: استراتيجية ترامب لتعزيز التصنيع المحلي
في مؤتمر صحفي من المكتب البيضاوي، أعلن ترامب أن الهدف من هذه الرسوم الجمركية هو دفع الشركات الأجنبية لنقل مصانعها إلى الولايات المتحدة، قائلاً:
"نفرض رسوماً جمركية قدرها 25% على جميع السيارات غير المصنعة في أمريكا إذا قمتم بتصنيع سياراتكم هنا، فلن تكون هناك رسوم جمركية."
وأشار ترامب إلى أن الرسوم تبدأ بنسبة 2.5% وترتفع تدريجياً حتى تصل إلى 25%، مؤكداً أنها ستصبح سياسة "دائمة" تشمل السيارات المستوردة من المكسيك والصين وأوروبا وغيرها من الدول.
التداعيات المحتملة على التجارة العالمية
تُعد هذه الرسوم تصعيداً جديداً في سياسات ترامب التجارية الحمائية، مما قد يؤدي إلى:
ارتفاع أسعار السيارات في السوق الأمريكية، نتيجة فرض الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة.

احتمال اندلاع حرب تجارية مع الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية.

تراجع الاستثمارات الأجنبية في قطاع السيارات الأمريكي، بسبب الضبابية حول مستقبل السياسات التجارية.

مع اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية في 2 أبريل المقبل، تبقى الأسئلة قائمة حول مدى تأثير هذه السياسة على الاقتصاد الأمريكي نفسه، وما إذا كانت الدول المتضررة تتخذ تدابير انتقامية عبر فرض تعريفات مضادة.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن قطاع السيارات العالمي قد يكون أحد أكبر المتضررين من سياسات ترامب الاقتصادية، وهو ما سيدفع الدول المتأثرة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الصناعية والتجارية لمواجهة التحديات القادمة.