اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

مجلس حكماء المسلمين ينظم إفطاراً لرموز الأديان في إندونيسيا

صورة جماعية من إفطار مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا
خالد الحويطي -

في تقليد يرسي المبادئ السمحة للدين الحنيف نظم مجلس حكماء المسلمين حفل إفطار جماعيا لقادة ورموز الأديان في إندونيسيا، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بهدف تعزيز الحوار والتَّسامح والتعايش المشترك.

شَهِدَ حفل الإفطار، الذي نظَّمه فرع مجلس حكماء المسلمين في إقليم جنوب شرق آسيا للعام الثالث على التوالي، حضور عدد كبير من الشخصيات، أبرزهم الدكتور محمد قريش شهاب، وزير الشؤون الدينية الإندونيسي الأسبق وعضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور لقمان حكيم سيف الدين، وزير الشؤون الدينية الإندونيسي السابق، وكمر الدين أمين، أمين عام وزارة الشؤون الدينية، وسعادة عبدالله سالم الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية إندونيسيا ورابطة الآسيان ومسؤولين وسفراء من عدة دول.

كما حضر الفعالية أيضًا عدد من القيادات الدينية والمجتمعية المهمة من مختلف المؤسسات الإندونيسية مثل نهضة العلماء، الجمعيَّة المحمديَّة، مجلس العلماء الإندونيسي، مجلس الكنائس الإندونيسي، مؤتمر الأساقفة الإندونيسي، والقيادات الدينية الهندوسية والبوذية والكونفوشية في إندونيسيا إلى جانب مبعوثي مجلس حكماء المسلمين إلى إندونيسيا خلال شهر رمضان من القرَّاء والوعاظ.

وفي كلمته الافتتاحية، أكَّد الدكتور محمد قريش شهاب، أهمية إعادة إحياء دور القادة الدينيين في إرشاد المجتمع نحو السلام والتسامح والحوار البناء بين الأديان، مشيرًا إلى أنَّ مجلس حكماء المسلمين يعتبر تعزيز هذا الدور من أولوياته الرئيسيَّة.

من جانبهم، أعرب المشاركون عن تقديرهم الكبير لجهود مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتنمية المستدامة والتفاعل الإيجابي بين الثقافات، مشيدين بالدور الحيوي الذي يؤدِّيه المجلس في خلق بيئةٍ ملائمةٍ للحوار الديني وتعزيز التفاهم والتعايش بين الأديان.

وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرَّة لمجلس حكماء المسلمين لتعزيز التعايش والحوار الحضاري بين مختلف الشعوب والثقافات.

ومجلِس حُكَماء المُسلمين، هو هيئةٌ دوليَّةٌ مستقلِّة هدفُها تعزيزُ السِّلم في المجتمعات المسلِمة، وتجنيبُها عواملَ الصِّراع والانقسام، والمجلِس مستقلٌّ في إدارة شؤونه والتعبير عن رأيِه في القضايا التي يتَصدَّى لها، غيرُ تابعٍ لوصايةِ أو ولايةِ أيٍّ مِنَ الحكومات أو المنظَّمات، ويتكوَّنُ من مجموعةٍ من علماء الدِّين الإسلاميِّ تتميَّزُ بالحكِمة والعَدالَة والاستقلالِ والوسطيَّةِ، تعملُ على إصلاح ذاتِ البَيْنِ في المجتمعات المسلِمة، وتجنيبِ العالَمِ الإسلاميِّ أنْ يُصبحَ ساحةً للتَّدخُّلاتِ الأجنبيَّةِ والتقسيماتِ والصِّراعاتِ، ويُراعي التنوُّعَ والتَّعدُّدَ والتمثيلَ العالميَّ للمجتمعاتِ المسلِمة.

رُؤيَةُ المجلِس

مجتمعاتٌ آمِنة تُوقِّر العِلمَ والعُلماءِ، وتُرسِّخ قيمَ الحوار والتسامحِ واحترام الآخَر، وتَنعمُ بالسَّلام.

رِسالةُ المجلِس

إحياءُ دَوْرِ العُلَماء واستثمارُ خِبراتِهم ومَكانتِهم في تَرشِيدِ حَرَكةِ المُجتَمَعاتِ المُسلِمة، والإسهامُ في إزالةِ أسبابِ الفُرقَةِ والاختلافِ، والعمَلُ على تحقيقِ المُصالَحةِ.

أهداف المجلس

1- تحديدُ أولويَّاتِ الأُمَّة وَفْقَ مُقارَباتٍ شَرعيَّةٍ وعِلميَّةٍ أصيلةٍ تعملُ على إرساءِ قِيَمِ الأمنِ والعَدلِ والسِّلم الاجتماعيِّ.

2- إرساءُ أُسُسِ التعاونِ والتعايُشِ بين مُواطِني البلدِ الواحِدِ والبُلدان المسلِمةِ المختلفةِ.

3- تعزيزُ الثِّقةِ وتشجيعُ العَلاقاتِ الودِّيَّة والاحترام المتبادَل بين أصحابِ الدِّياناتِ والمذاهب المتعدِّدة داخل المجتَمعِ الواحِد؛ تحقيقًا للسِّلم والوِئام العامِّ.

4- التعرُّفُ على الآخَرِ، وبيانُ الأُسسِ الشرعيَّةِ والعلميَّةِ للتَّعامُلِ معه.

5- إتاحةُ الفُرصةِ لعددٍ مِن حُكَماءِ الأُمَّة ينهَوْن عَنِ الفسادِ في الأرضِ، ويضعون الحلولَ الدائمةَ لتعزيزِ السِّلمِ في المجتمعات.

6- تجسيدُ وإبرازُ قِيَمِ الإسلامِ في التَّعامُل مع الآخَر في المجتمعات المسلِمة وغيرِها، ونَشرُ ودعمً مبادِئِ حُسنِ الجِوارِ والاحترامِ المتبادَل بين الشُّعوبِ، على أساسٍ مِنَ الحقِّ والعَدلِ والإنصافِ.

7- الوُقوفُ على الأسبابِ الجِذريَّة للصِّراع والشِّقاق داخل المجتمعاتِ المسلِمة، ووضعُ الحُلولِ المناسبةِ لمعالجتِها والحدِّ منها.

8- العملُ على بَثِّ السَّكِينةِ والطُّمأنينةِ النَّفسيَّةِ والرُّوحيَّة بين أفرادِ المجتمعاتِ المسلِمة على النحوِ الذي يُحقِّق حالةً من الوِفاق داخلَ هذه المجتمعات تَضمَنُ بالدَّرجَةِ الأُولى الكُليَّاتِ الخمسَ؛ مِن حِفظ الدِّين والنَّفسِ والعِرض والعَقل والمال.

9- العملُ على تَقوِيةِ المناعةِ الذاتيَّة للأُمَّة ضدَّ التَّطرُّف والعُنف والاستقطاب الذي قد ينشأُ داخلَها، أيًّا كان اتِّجاهُه ومصدرُه.

10- تحريرُ المفاهيمِ عامَّةً، والشرعيِّ منها خاصَّةً، وتصحيحُها، وإزالةُ ما يَعتوِرُها مِنَ التباسٍ أو تحريفٍ؛ لتعودَ إليها حقائقُها الأصيلَةُ وأهدافُها النبيلةُ.

11- العملُ على بَثِّ ثقافةِ السِّلم القائمةِ على العَدلِ وترسيخِ فِقهِ السِّلمِ في المجتمعاتِ المسلِمة، باعتبارِه حقًّا ضامِنًا لكُلِّ الحقوقِ ومِن ثَمَّ فهو مقصدٌ أسمَى.

12- العملُ على نشرِ فِقهِ الاختلافِ وترسيخِه، وحلِّ النِّزاعاتِ بالوسائلِ السِّلميَّةِ في الأُمَّةِ بما يَضمنُ المحبَّةَ والتآلُفَ وصيانةَ الدِّماءِ والأعراضِ والأموالِ على كافَّةِ المستوياتِ.

13- العملُ على نشرِ ثقافةِ فقهِ الأولويَّاتِ وفقهِ الواقع بما يُؤدِّي إلى إعلاءِ المصالحِ العُليا للإنسانِ والأوطانِ على المصالحِ الخاصَّة.

14- العملُ على ترسيخِ القِيَمِ الرُّوحيَّةِ والخُلُقيَّةِ في المجتمَعاتِ المسلِمة.

15- العملُ على استعادةِ العلماءِ لمكانتِهم ورِيادتِهم داخلَ المجتمَعات المسلِمة بما يُعيد إلى الأُمَّة مَرجِعيَّتَها العِلميَّةَ الحضاريَّةَ، ويُرسِّخُ ثقتَها بهم؛ باعتبارِهم ضَمِيرَها المستقلَّ المعبِّرَ عن حقائقِها وأصولِها، دونَ تحيُّزٍ أو انحِرافٍ.

16- بَلوَرةُ خطابٍ جديدٍ يَنبَثِقُ عنه أسلوبٌ مِنَ التربيةِ الخُلُقيَّةِ والفكريَّةِ، يُعطِي الأولويَّةَ للنشءِ والشَّبابِ بما يُناسِبُ احتياجاتِهم، ويُحقِّقُ آمالَهم، ويُشجِّعُهم على الانخِراط الفِعليِّ في ثقافةِ السَّلامِ ونَبْذِ الكراهيةِ والعُنفِ.

17- التنسيقُ والتعاونُ مع الهيئاتِ العِلميَّةِ المعتَبَرةِ في العالمِ بما يَتوافَقُ مع المنهجِ الوسطيِّ الإسلاميِّ، ورُوحِ تعزيزِ السِّلمِ والحوارِ والتسامُحِ والعدلِ والمساواةِ؛ باعتبارِ ذلك رسالةَ الأُمَّةِ الإسلاميَّةِ إلى العالمِ.

18- تحريرُ وتصحيحُ المفاهيمِ الشرعيَّةِ والإسلامية الملتبِسة، ودرءُ أسبابِ اللَّبسِ عنها، ونشرُ قِيَمِ السِّلمِ والعَدلِ ووَضعُها في إطارٍ مَقاصِديٍّ شَرعيٍّ واضحٍ، وبيانُ التأصيلِ الشرعيِّ لها بعدَ توصيفِ الواقعِ في كُلِّ قضايا الأُمَّةِ ونوازِلهِا ومُستجدَّاتها.