اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

صرخة شعبية في وجه الإبادة.. إضراب شامل يعمّ فلسطين تضامناً مع غزة

الاحتلال الإسرائيلي
محمود المصري -

في تعبيرٍ جماهيري واسع عن الغضب والتضامن، عمّ الإضراب الشامل كافة محافظات الوطن، اليوم الإثنين، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ورفضاً للمجازر التي تطال المدنيين، والمستشفيات، ومراكز الإيواء، في واحدة من أكثر مراحل الصراع دموية.
وجاء هذا الإضراب بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية في المحافظات الشمالية، متزامناً مع دعوات أُطلقت عالمياً عبر منصات التواصل الاجتماعي لتنفيذ يوم إضراب شامل على مستوى العالم، بهدف الضغط لوقف حرب الإبادة التي تُمارَس بحق سكان القطاع، وتجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني.
شلل كامل في المرافق العامة والخاصة
أُغلقت أبواب الجامعات والمدارس، والبنوك والمصارف، كما توقفت كافة الأنشطة في المؤسسات الحكومية والأهلية. كذلك أغلقت المحال التجارية والمصانع والمعامل، وتوقفت حركة المواصلات العامة، فخلت الشوارع من المركبات والمارة، في مشهد يعبّر عن وحدة الموقف الشعبي في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.
نداء عالمي من أجل غزة
ترافقت الدعوات المحلية مع حراك رقمي نشِط أطلقه نشطاء فلسطينيون وعرب وداعمون عالميون عبر منصات التواصل، دعوا فيه إلى تنفيذ إضراب شامل تضامني في مختلف دول العالم، للضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية من أجل التدخل ووقف المجازر المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة.
بعد رمزي وميداني
الإضراب ليس فقط تعبيراً عن الحداد والغضب، بل يأتي أيضاً كرسالة سياسية وميدانية مفادها أن الشعب الفلسطيني، في كل أماكن وجوده، يقف كتلة واحدة ضد محاولات اقتلاعه، وأن قضيته ما زالت حية في وجدان العالم الحر. كما أنه يعكس اتساع رقعة التضامن الشعبي مع غزة، وتزايد الوعي العالمي بحجم الجرائم المرتكبة بحق سكانها.

دماء تحت النار.. الاحتلال يستهدف الصحفيين والمدنيين
في تصعيد جديد يسلط الضوء على استهداف ممنهج للمناطق المدنية، ارتكبت قوات الاحتلال فجر اليوم الإثنين مجزرة جديدة في قطاع غزة، راح ضحيتها عشرة شهداء على الأقل، بينهم صحفي، إلى جانب عدد من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة.
ووفقًا لمصادر محلية، فقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيمة مخصصة للصحفيين قرب مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي، والشاب يوسف الخزندار، وإصابة أكثر من عشرة صحفيين آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم: أحمد منصور، حسن إصليح، أحمد الأغا، محمد فايق، عبد الله العطار، إيهاب البرديني، محمود عوض، ماجد قديح، علي إصليح. تم نقلهم إلى مستشفيات القطاع وسط تحذيرات من تدهور أوضاع بعضهم الصحية.
لم يتوقف القصف عند هذا الحد، فقد طال أيضاً منازل المدنيين. في مدينة دير البلح وسط القطاع، أدى استهداف منزلين إلى استشهاد مواطنَين وإصابة آخرين بجروح. أما في مدينة غزة، فقد استُهدِفت مجموعة من المواطنين في شارع وادي العرايس بحي الزيتون بواسطة طائرات مسيرة، ما أسفر عن استشهاد كل من غسان بسام الأنقر، وعوض جمال الحرازين، وسعيد عاشور دغمش.
وفي شمال المدينة، استشهد الشاب عبد الكريم أكرم مقبل نتيجة قصف طال شارع مسعود بمنطقة الجرن، بينما ارتقى شهيدان آخران وأُصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة.
استهداف ممنهج للإعلام والصحة
يُعد استهداف خيمة الصحفيين القريبة من مستشفى ناصر دلالة واضحة على استمرار الاحتلال في استهداف الطواقم الإعلامية والطبية، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يُفترض أن يحمي العاملين في مجال الصحافة والرعاية الصحية خلال النزاعات المسلحة.
حصيلة متصاعدة
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء 50,695 شهيدًا – الغالبية العظمى منهم من الأطفال والنساء – إلى جانب 115,338 جريحًا، وفق حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع، بسبب وجود عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي المناطق التي يتعذر على طواقم الإنقاذ والإسعاف الوصول إليها.
تكشف الهجمات الأخيرة عن استمرار الاحتلال في سياسة "استهداف البُنى التحتية الإنسانية"، سواء عبر قصف محيط المستشفيات أو استهداف الصحفيين الذين ينقلون الحقيقة من قلب الحدث. في الوقت ذاته، يعاني القطاع من أوضاع إنسانية متدهورة في ظل الحصار المستمر وانهيار النظام الصحي، ما ينذر بكارثة إنسانية كبرى، إذا ما استمرت العمليات العسكرية على هذا النحو.