اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

انتهاك الحقوق الإنسانية.. الغارات الإسرائيلية تخرج مستشفى المعمداني من الخدمة

غزة
محمود المصري -

في الساعات الأولى من صباح الأحد، استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة شمال القطاع، مما أسفر عن إخراجه من الخدمة بشكل كامل. ووفقًا لوكالة "وفا" الفلسطينية، سقط صاروخان إسرائيليان على مبنى الاستقبال في المستشفى، مما أسفر عن تدميره بالكامل وأدى إلى اشتعال النيران في أقسام الطوارئ والمختبر والصيدلية.

التفاصيل التي نقلها شهود العيان أظهرت أن الجيش الإسرائيلي أطلق تحذيرًا قبل الهجوم، مهلاً الموجودين في المستشفى من مرضى وجرحى وطواقم طبية، 18 دقيقة لإخلاء المبنى. هذه الفترة القصيرة حالت دون توفير الرعاية الطبية اللازمة للعديد من المرضى الذين كانوا في حاجة ماسة للعلاج، ما عرض حياتهم لخطر إضافي. ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، إن مئات المرضى والمصابين اضطروا إلى الإخلاء في منتصف الليل، مما تركهم في الشوارع دون أي رعاية طبية.

ومن جهته، أشار الدفاع المدني إلى أنه لم تُسجل أي وفيات أو إصابات حتى اللحظة، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ تدابير لتقليل الأضرار المحتملة، بما في ذلك توجيه إنذار مسبق واستخدام الذخيرة الدقيقة. رغم ذلك، تزداد الشكوك حول مصداقية هذه الادعاءات في ظل الاستهداف المتواصل للمنشآت الطبية في غزة، وهو ما يناقض التزام إسرائيل بالقوانين الدولية المتعلقة بحماية المنشآت الإنسانية والطبية.

جرائم متواصلة

الهجوم على مستشفى "المعمداني" ليس الأول من نوعه في حرب غزة المستمرة، إذ سبق أن استهدفت القوات الإسرائيلية العديد من المستشفيات، مما أسفر عن تدمير 34 مستشفى ومرافق طبية أخرى. وقد أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية وحركة "حماس" هذا الهجوم ووصفته بأنه "جريمة جديدة مروعة" ضد الشعب الفلسطيني، مُؤَكّدَين أن هذه الأعمال تأتي في إطار سياسة ممنهجة لاستهداف القطاع الصحي في غزة، الذي يعاني أصلاً من انهيار شبه كامل نتيجة استمرار الهجمات.

مستشفى "المعمداني" كان قد تحول إلى أهم مركز صحي في شمال القطاع بعد تدمير العديد من المستشفيات الأخرى مثل مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي. ولكن في ظل تصعيد الهجمات الإسرائيلية، بات هذا المستشفى أيضاً غير قادر على تقديم أي خدمات صحية، مما يزيد من معاناة أكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمالها.

هذا الهجوم يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تشير التقارير إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت أكثر من 50 ألف قتيل فلسطيني منذ بدء العمليات العسكرية في 7 أكتوبر 2023، فضلًا عن تدمير واسع في البنية التحتية وتهجير غالبية السكان.

ويشكل استهداف المستشفيات والمراكز الطبية في غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعكس تصاعد التوترات في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. كما يظهر أيضًا عجز المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات فعّالة لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين والمنشآت الصحية في المنطقة.