اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

عدن يابال تحت النار.. تصاعد هجمات حركة الشباب يكشف هشاشة الاستقرار الأمني في الصومال

عدن يابال تحت النار.. تصاعد هجمات حركة الشباب يكشف هشاشة الاستقرار الأمني في الصومال
محمود المصري -

تشهد الصومال تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الهجمات التي تشنها حركة الشباب، الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، في مؤشر مقلق على استعادة الحركة لزمام المبادرة في بعض مناطق البلاد. وتأتي أحدث هذه الهجمات في بلدة عدن يابال، الواقعة في وسط البلاد، والتي تعتبر ذات أهمية استراتيجية بالغة نظرًا لاستخدامها من قبل الجيش الصومالي كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية ضد معاقل الحركة في الأرياف المجاورة.

الهجوم على عدن يابال.. الأبعاد والتوقيت

وفقًا لشهادات السكان المحليين ومصادر عسكرية، هاجمت الحركة البلدة من محورين، ما يدل على تخطيط مسبق وتكتيكات معقدة في تنفيذ الهجوم. وتُعد عدن يابال بلدة رمزية، ليس فقط بسبب دورها العسكري، بل لأنها مسقط رأس الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الذي زارها قبل أسابيع في محاولة لتعزيز المعنويات والتنسيق بين القيادات العسكرية.

الهجوم يأتي في وقت بالغ الحساسية، إذ لا تزال الحكومة تحاول ترسيخ سيطرتها على المناطق المحررة، وسط توترات داخلية وتحديات مالية وأمنية متزايدة. وبينما أفاد الجيش بأنه صد الهجوم، زعمت حركة الشباب سيطرتها على البلدة وعلى عشر منشآت عسكرية، مما يعكس حرب روايات لا تقل ضراوة عن المعركة على الأرض.

التقدم نحو العاصمة.. رسالة مقلقة

في الشهر الماضي، نجحت الحركة في التقدم حتى مناطق تبعد 50 كيلومترًا فقط عن العاصمة مقديشو، ما أثار فزع السكان وشائعات عن نية الجماعة استهداف العاصمة نفسها. وعلى الرغم من استعادة القوات الحكومية لتلك المناطق لاحقًا، إلا أن قدرة الحركة على التحرك بهذا القرب من العاصمة يشير إلى نقاط ضعف هيكلية في منظومة الأمن.

القلق لا يقتصر على المدى

الجغرافي لعمليات الحركة، بل يمتد إلى عمق المؤسسات الأمنية، حيث اضطرت الحكومة مؤخرًا إلى نشر عناصر من الشرطة وحراس السجون لسد النقص في القوات القتالية، وهو مؤشر على الإرهاق البشري الذي تعاني منه الدولة في حربها الممتدة منذ عام 2007.

فراغ دولي وتمويل غامض

يتزامن هذا التصعيد مع حالة من الغموض بشأن مستقبل الدعم الأمني الدولي للصومال. فبعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة التي حلت محل البعثة السابقة تعاني من عدم وضوح في التمويل، خاصة بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على خطة تمويلها في مجلس الأمن. هذا التطور يعزز القلق من احتمال تقليص أو انسحاب الدعم الدولي، ما قد يُفسح المجال لحركة الشباب لتوسيع نفوذها من جديد.

أزمة مركبة في قلب الدولة

ما يحدث في عدن يابال ليس مجرد هجوم مسلح، بل هو عرض لأزمة أمنية عميقة مركبة الأبعاد: هجوم استراتيجي يطال معقلًا رمزياً، انهيار متجدد في أطراف العاصمة، وتراجع للغطاء الدولي في لحظة حرجة. نجاح الحكومة في التصدي لهكذا تهديدات لن يتحقق فقط بالقوة العسكرية، بل يتطلب أيضًا إصلاحات أمنية، دعمًا دوليًا مستقرًا، وتعزيزًا للثقة بين الدولة والمجتمع المحلي.