حقيقة مشاركة الإمارات في هجوم بري دولي على اليمن

نفت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، تقارير إعلامية عن مشاركتها في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري محتمل لفصائل عسكرية في دولة اليمن على جماعة الحوثي.
ووصفت لانا نسيبة مساعدة وزير خارجية الإمارات للشؤون السياسية في تصريح لرويترز تلك التقارير بأنها مزاعم "غريبة لا أساس لها".
كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت، يوم الاثنين الماضي أن فصائل يمنية تخطط لهجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر للاستفادة من قصف أميركي استهدف الحوثيين، وأن الإمارات تناولت خطة تلك الفصائل مع مسؤولين من الولايات المتحدة.
وبدأ الحوثيون المتحالفون مع إيران والمعارضون لإسرائيل مهاجمة حركة الشحن بالبحر الأحمر في نوفمبر 2023 فيما وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد كثف الغارات الجوية على الحوثيين في مارس وهددهم بأن "جحيما سينهمر عليهم كما لم يروا من قبل" إذا لم تتوقف هجماتهم على السفن.
أبوظبي تنفي مشاركتها في هجوم بري على اليمن
نفى مسؤول إماراتي رفيع المستوى مشاركة بلاده في أي محادثات مع الولايات المتحدة تتعلق بهجوم بري محتمل على جماعة الحوثي في اليمن.
وصرحت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، لانا نسيبة، بأن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن هذه المشاركة “قصص جامحة لا أساس لها من الصحة”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أشارت في تقرير سابق إلى تخطيط فصائل يمنية لشن هجوم بري على طول ساحل البحر الأحمر، مدعومة بضربات جوية أمريكية، مع طرح الإمارات لهذه الخطة على مسؤولين أمريكيين.
فيما أوردت وكالة “بلومبرج” أن قوات يمنية معارضة للحوثيين تجري محادثات مع الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين بشأن هجوم بري محتمل.
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات كانت عضواً أساسياً في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي تدخل عسكرياً في اليمن منذ عام 2015 دعماً للحكومة الشرعية ضد الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في عام 2014.
حملة عسكرية في اليمن
وشاركت الإمارات في تحالف قادته السعودية لشن حملة عسكرية في اليمن منذ أوائل 2015 لمساندة الحكومة المدعومة من الخليج في مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 2014.
وأنهت الإمارات الكثير من العمليات باليمن في 2019 وتوقفت المواجهات الكبرى في الحرب الأهلية في 2022 بعد هدنة ومحادثات سلام، وهو ما جعل الحوثيين لا يزالون يسيطرون على معظم غرب البلاد، حيث يتركز غالبية السكان.
وبدأ الحوثيون المتحالفون مع إيران والمعارضون لإسرائيل مهاجمة حركة الشحن بالبحر الأحمر في نوفمبر تشرين الثاني 2023 فيما وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كثف الغارات الجوية على الحوثيين في مارس آذار وهددهم بأن “جحيما سينهمر عليهم كما لم يروا من قبل” إذا لم تتوقف هجماتهم على السفن.
وصمد الحوثيون، الذين خاضوا سلسلة حروب أهلية في مواجهة الحكومة اليمنية من 2003 إلى 2009، لسنوات تحت وطأة قصف شنته قوات التحالف بقيادة السعودية منذ 2015 دون إحداث تغيير يذكر في خطوط المواجهة الرئيسية في الصراع.
وكان ساحل البحر الأحمر قد شهد هجوما كبيرا شنته قوات مدعومة من التحالف على الحديدة، أكبر ميناء تحت سيطرة الحوثيين، لكنه لم ينجح في نهاية المطاف.
وكان على التحالف أن يتعامل مع خلافات داخل الفصائل المتحالفة معه في اليمن، ومنها الموالية للحكومة والإسلامية السنية والانفصالية في الجنوب. ويقول محللون إن السعودية والإمارات دعمتا فصائل مختلفة.
وأنهت السعودية عمليتها العسكرية في اليمن عبر محادثات سلام وهدنة في 2022 قبل وقت قصير من موافقتها على تقارب دبلوماسي مع إيران.
ولم يرد متحدثون باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والحكومة السعودية بعد على طلبات للتعليق.