اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

مدارس غزة تتحول إلى مقابر.. الاحتلال يواصل استهداف النازحين.. وأرقام الضحايا إلى تصاعد

غزة
محمود المصري -

في مشهد مأساوي يتكرر بشكل يومي في قطاع غزة، استُشهد اليوم الخميس ما لا يقل عن ستة مدنيين جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تابعة لوكالة "الأونروا" في مخيم جباليا شمال القطاع، والتي كانت تأوي نازحين هربوا من مناطق المواجهات. وتُضاف هذه المجزرة إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
ووفقاً لمصادر ميدانية وطبية، استهدفت الطائرات الحربية مدرسة الأيوبية، مما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص على الأقل، في وقت كانت المدرسة تحتضن عشرات العائلات التي اضطرت إلى ترك منازلها نتيجة القصف المستمر.

تصاعد الهجمات في مختلف مناطق القطاع

لم يتوقف التصعيد عند شمال القطاع، إذ شهدت مدينة غزة ورفح ومخيم النصيرات هجمات متزامنة نفذها طيران ومدفعية الاحتلال. في شارع الشعف شرق مدينة غزة، استُشهد عدد من المواطنين بعد غارات مكثفة، كما أدى القصف المدفعي على حي الشجاعية إلى سقوط المزيد من الضحايا.

وفي خربة العدس شمال مدينة رفح، استُشهد مسن فلسطيني جراء استهداف مباشر بصاروخ أثناء تواجده أمام منزله، بعد أن حاصرته قوات الاحتلال. وتشير مصادر محلية إلى أن المروحيات الإسرائيلية تطلق النار بشكل مكثف على الأحياء الشمالية لمدينة رفح، ما يزيد من حالة الهلع بين السكان الذين يعانون أصلاً من ظروف نزوح قاسية.

خيام الموت.. استهداف متكرر للنازحين

منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم، وثّقت المصادر الطبية استشهاد 23 مواطنًا بينهم 16 طفلًا، في غارات استهدفت خيام نازحين في مناطق متفرقة من القطاع. ويعكس هذا النمط المتكرر من الاستهداف فقدان الاحتلال لأي اعتبار للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والمرافق الإنسانية.

حصيلة ثقيلة

تُظهر الحصيلة المتراكمة منذ بدء العدوان أرقامًا صادمة، إذ بلغ عدد الشهداء 51,065 شهيدًا، فيما تجاوز عدد المصابين 116,505 جريحًا، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة. وذكرت المصادر أن 40 شهيدًا و73 جريحًا وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، وسط صعوبة بالغة في انتشال الجثث أو إسعاف الجرحى بسبب استمرار القصف واستهداف طواقم الإنقاذ.

وأشارت الجهات الطبية إلى وجود عدد غير معروف من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض أو داخل المركبات المحطمة، ولا يمكن الوصول إليهم بسبب خطورة المناطق المستهدفة، وتعمد قوات الاحتلال عرقلة عمل فرق الإسعاف والدفاع المدني.

أزمة إنسانية خانقة وسط غياب العدالة

ما تشهده غزة ليس فقط عدواناً عسكرياً، بل كارثة إنسانية تتعمّق يومًا بعد يوم، في ظل غياب الممرات الآمنة، ونقص المواد الطبية، وغياب الإرادة الدولية الفاعلة لوضع حد لهذا النزيف المستمر. ومع دخول الحرب شهرها السابع، لم تظهر أي بوادر جدية على وقف العدوان أو توفير حماية دولية للمدنيين، ما يعزز المخاوف من تكرار سيناريوهات التهجير والتطهير الجماعي.