اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الخارجية الفلسطينية تدين قصف خيام النازحين: الصمت الدولي قد يُعد «تواطؤاً»

دمار شامل في قطاع غزة وصمت دولي مريب
خالد الحويطي -

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قصف خيام النازحين، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما وصفته بـ"جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري في قطاع غزة، نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة".

وقالت الوزارة في بيان لها الخميس، إن "غياب المحاسبة يشجع على استمرار الانتهاكات، رغم توثيقها على نطاق واسع".

وجدّدت الخارجية مطالبتها بموقف دولي فاعل لوقف ما يجري، محذّرة من أن الصمت الدولي قد يُعد "تواطؤاً".

حماس: استخدام التجويع كسلاح جريمة حرب وسلوك حكومات فاشية

وقالت حركة حماس في بيان الخميس، إن إسرائيل "تستخدم التجويع كسلاح" من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منذ الثاني من مارس المنصرم.

وأضافت تعليقاً على تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس "منع حكومته الفاشية المساعدات الإنسانية عن غزة هو أحد أدوات الضغط.. وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب بإعلان استخدام التجويع كسلاح، وحرمان المدنيين الأبرياء من المواد الأساسية للحياة".

وكان قد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، أن إسرائيل لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، مشيراً إلى أن "منع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان".

الأمم المتحدة: غزة تواجه أشد أزمة إنسانية

وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه "أشد أزمة إنسانية " منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، إذ قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الإثنين، إن الوضع الإنساني في غزة يعد "الأسوأ" منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مع استمرار منع دخول المساعدات.

وأشار المكتب إلى مرور شهر ونصف منذ آخر مرة تم فيها السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، مما يعد أطول فترة توقف للإمدادات حتى الآن.

"مقبرة جماعية"

كما اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إسرائيل بمنع وصول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة، مؤكدةً أنه لا يوجد مكان آمن للفلسطينيين أو لمن يسعون لمساعدتهم.

وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "لقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يسعون لمساعدتهم"، مضيفة: "نشهد في الوقت الحاضر تدميراً وتهجيراً قسرياً لجميع سكان غزة"، ومؤكدة أن الاستجابة الإنسانية "تعاني بشدة من انعدام الأمن ونقص الإمدادات الحاد".

وتقول الأمم المتحدة إن قرابة نصف مليون فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس الماضي.

كما تتفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة نتيجة النقص الحاد في الأدوية، بعد إغلاق المعابر ومنع دخول شحنات جديدة، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في غزة.

وأفاد مرضى ومرافقوهم في مستشفى الشفاء شمالي غزة ، بأنهم لا يتلقون العلاج، بما في ذلك مسكنات الألم.

وقال أحد المرضى في مستشفى الشفاء: "أجريت عملية في بطني، وساقاي مصابتان، إحداهما ما زالت جُرحاً مفتوحاً، أحتاج إلى علاج ومسكنات، لكنها غير متوفرة بسبب إغلاق المعابر. جميع المرضى يعانون وننتظر الدواء".

وقالت مريضة في المستشفى إنها ترقد على ظهرها منذ نحو شهر في انتظار عملية تأخرت بسبب نقص المعدات الطبية، ومازالت تعاني من ألم مستمر نتيجة نفاد الأدوية.

وأوضح والد أحد المصابين: "ابني تعرض لكسر في يده وكان بحاجة لإجراء عملية في مستشفى الشفاء، إلا أن المستشفى يحتوي على غرفة عمليات واحدة فقط، ولا توجد أدوية أو مسكنات بسبب إغلاق المعابر. ابني يقضي يومه كله وهو يبكي من شدة الألم".

وقال مواطن من غزة: "كنت في المستشفى الكويتي حين تم قصفه دون تحذير، مما أسفر عن تضرر السيارات وسقوط شهداء وجرحى. عمّ الخوف بين الأطباء والمرضى، وفرّ الجميع. إذا كانت المستشفيات غير آمنة، إلى أين نذهب؟".

بدوره، أشار أحمد سعيد إلى أن "ما نحتاجه هو هدنة وسلام، حيث لا يوجد طعام ولا شراب، وجميع المعابر مغلقة. والمناطق التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة تتعرض للاستهداف على مدار الساعة".

تحويل ثلث القطاع إلى "طوق أمني"

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي إنه حوّل نحو 30 في المئة من مساحة قطاع غزة إلى "طوق أمني".

وأشار الجيش في بيان إلى أنه هاجم نحو "1200 هدف إرهابي جواً" ونفذ أكثر من 100 عملية "تصفية مستهدفة" منذ استئناف هجومه في 18 آذار.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان في رفح جنوب قطاع غزة قولهم إن الجيش الإسرائيلي هدم المزيد من المنازل في المدينة، التي خضعت جميعها للسيطرة الإسرائيلية في الأيام الماضية.

ويأتي ذلك في إطار ما وصفه القادة الإسرائيليون بأنه جزء من توسيع "للمناطق الأمنية" داخل القطاع، بهدف زيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

وعلى الصعيد الميداني أيضا، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مجاهديها "استهدفوا 3 دبابات ميركافا قرب مستشفى الوفاء شرق حي التفاح شرق مدينة غزة بقذائف الياسين 105".

وقالت حركة حماس في بيان صدر الأربعاء: "قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين ستبقى على رأس أولوياتنا الوطنية وفاء لصمودهم وتضحياتهم"، مؤكدةً أن جرائم التعذيب والقتل في حق الأسرى لن تمر بلا حساب و"لن تسقط بالتقادم".

وأضاف البيان: "تعاملنا مع أسرى العدو بإنسانية مقابل وحشية الاحتلال ضد أسرانا، ويتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى غزة وسط صمت دولي مخز".

حماس تدعو لحراك عالمي لمواجهة إسرائيل

ودعت حماس إلى "حراك عالمي لمحاكمة الاحتلال والإفراج الفوري عن جميع الأسرى"، كما دعت إلى "توحيد الجهود الفلسطينية نصرة للأسرى وتقديم الدعم الكامل لذويهم".

كما اقترح البيان أن يكون اليوم الخميس 17 أبريل "يوماً عالمياً للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال في حقهم".