اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

عاصفة غضب في باكستان.. هجمات على فروع كنتاكي احتجاجًا على جرائم الاحتلال في غزة

عاصفة غضب في باكستان
محمود المصري -

في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي في باكستان إزاء الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، شهدت عدة مدن باكستانية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، سلسلة هجمات على فروع سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية "كنتاكي – KFC"، تمخض عنها اعتقال 178 شخصًا على الأقل، وفق ما أفادت به الشرطة.


وتوزعت الاعتداءات على 11 حادثة مؤكدة في مدن كبرى مثل كراتشي، ولاهور، وإسلام آباد، حيث تعرضت بعض الفروع لأعمال تخريب وهجمات من قبل متظاهرين مسلحين بالعصي، مدفوعين بمشاعر معادية للولايات المتحدة، اعتبروها شريكًا مباشرًا في العدوان الإسرائيلي على غزة.


تحول رموز الاستهلاك إلى أهداف سياسية

يشير هذا التصعيد إلى تحوّل العلامات التجارية الغربية، مثل "كنتاكي"، إلى رموز سياسية في أعين المحتجين، الذين يرون أن استهدافها يعبّر عن موقف احتجاجي ضد ما يعتبرونه تواطؤًا غربيًا في المأساة الفلسطينية. وعلى الرغم من أن شركة "كنتاكي" وشركتها الأم "يام براندز" لم تصدرا أي تعليق رسمي حتى الآن، فإن الرسالة الشعبية كانت واضحة: الاقتصاد الأميركي ليس بمنأى عن تداعيات مواقفه السياسية.


حادثة مقتل غامضة تفتح تساؤلات

وفي تصعيد آخر مثير للقلق، قُتل أحد موظفي "كنتاكي" بالرصاص هذا الأسبوع في فرع على أطراف مدينة لاهور. وبحسب مصادر في الشرطة، فإن القتل لم يكن مرتبطًا باحتجاجات مباشرة، مما يفتح الباب أمام فرضيات متعددة، من بينها الدوافع السياسية أو حتى الجريمة الجنائية. التحقيقات لا تزال جارية لتحديد طبيعة الحادث وأسبابه الفعلية.

إجراءات أمنية مشددة واستنفار في لاهور

ردًا على التهديدات المتزايدة، عززت الشرطة الإجراءات الأمنية في 27 فرعًا لـ"كنتاكي" في لاهور وحدها، بعد وقوع هجومين ومحاولة إفشال خمس هجمات أخرى. وأكد الضابط البارز فيصل كمران أن الأجهزة الأمنية تحقق في خلفيات المتورطين، مشيرًا إلى توقيف 11 شخصًا في المدينة، بينهم أحد أعضاء حركة لبيك باكستان، رغم نفي الحركة مسؤوليتها المباشرة عن تنظيم الاحتجاجات.
في المقابل، قال ريحان محسن خان، المتحدث باسم الحركة، إنهم يدعمون حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ولكنهم لم يدعوا إلى احتجاجات أمام "كنتاكي"، مما يسلط الضوء على تعقيدات العلاقة بين الحراك الشعبي والجهات المنظمة له.

الغضب الشعبي خارج حدود السياسة الرسمية

هذه الموجة من العنف الرمزي ضد مطاعم "كنتاكي" تعكس تحولًا في طبيعة الاحتجاج السياسي في العالم الإسلامي، حيث أصبحت مقاطعة أو استهداف الشركات الغربية وسيلة للتعبير عن الغضب إزاء السياسات الدولية، في ظل غياب أدوات تأثير مباشرة على الحكومات الغربية.
كما تبرز هذه الحوادث هشاشة الوضع الداخلي في باكستان، إذ يسهل انفجار التوترات الشعبية عند توافر المحفزات الخارجية مثل الحروب أو الأزمات السياسية الكبرى، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الدولة على احتواء موجات الغضب الجماهيري دون اللجوء إلى القمع أو التعتيم الإعلامي.