منظمات دولية: مئات الآلاف من المدنيين السودانيين اضطروا للفرار في «ظروف كارثية»

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس الجمعة أن مئات الآلاف من المدنيين السودانيين الذين عانوا المجاعة لأشهر اضطروا إلى الفرار في "ظروف كارثية" بعدما اجتاح مسلحون مخيمهم في دارفور.
وقالت منسقة مشروع منظمة "أطباء بلا حدود" في دارفور ماريون رامشتاين من بلدة طويلة التي تبعد 60 كيلومتراً عن مخيم زمزم خارج الفاشر "نعالج أطفالاً واجهوا فعلياً الموت عطشاً خلال تنقلهم". وأضافت "استقبلنا حتى الآن أكثر من 170 شخصاً مصابين بطلقات نارية وانفجارات، 40 في المئة منهم نساء وفتيات".
مليون شخص في مخيم زمزم واجهوا الموت
وقالت منظمات الإغاثة إن ما يصل إلى مليون شخص كانوا يحتمون في مخيم زمزم عندما شن المسلحون هجومهم الدامي الأسبوع الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف فروا من المخيم الذي أعلن المسلحون اجتياحه الأحد الماضي.
ولجأ نصف هؤلاء تقريباً إلى طويلة، حيث قال تيبو هندلر من منظمة "أطباء بلا حدود" إنهم "يواجهون وضعاً كارثياً".
الأمم المتحدة: البلدة مكتظة بالعائلات اليائسة
أضاف هندلر لوكالة الصحافة الفرنسية من منطقة في البلدة وصفها بأنها كانت أرضاً خالية تماماً قبل أسبوع واحد فقط، لكنها الآن مكتظة بالعائلات اليائسة، "لا يوجد مصدر مياه ولا مرافق صرف صحي ولا طعام". وتابع "منذ الأسبوع الماضي شهدنا وصول شاحنات محملة بالنازحين إلى منطقة لا تتسع لهذا العدد الكبير".
وتسيطر على طويلة مجموعة مسلحة نأت بنفسها عن الحرب الدامية بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني التي اندلعت في أبريل (نيسان) من عام 2023، لكن عديداً من النازحين الجدد تحدثوا عن محن مروعة واجهوها على أيدي قوات "الدعم السريع" وهم في طريقهم من زمزم. وقال كثر "إن المسلحين سلبوهم حميرهم وما استطاعوا حمله معهم من ممتلكات ضئيلة".
نساء: تعرضنا للاغتصاب من قبل قوات الدعم السريع على الطريق
وأفادت نساء عدة وصلن بملابس ممزقة أنهن تعرضن للاغتصاب على يد مسلحي قوات "الدعم السريع" على الطريق، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المسلحين في مخيم زمزم "كانوا ينتقلون من مسكن لآخر ويطلقون النار على الناس المختبئين داخلها وأحرقوا أجزاء كبيرة من المخيم".
وقالت رامشتاين "يخبرنا الناس أن عديداً من الجرحى والمحتاجين لم يتمكنوا من الوصول إلى طويلة وتُركوا لمصيرهم".
وأسفرت الحرب التي اندلعت قبل عامين بين قوات "الدعم السريع" والجيش عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح أكثر من 13 مليوناً.
ودفعت استعادة الجيش للخرطوم الشهر الماضي بقوات "الدعم السريع" إلى مضاعفة جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور الغربي الشاسع، حيث شنت هجوماً على الفاشر، آخر مدينة رئيسة في المنطقة لا تزال تحت سيطرة الجيش.