اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

هل تخضع إيران إلى أمريكا وتفكك جميع الأسلحة النووية؟

ايران وامريكا
ياسين أحمد -

بعد ساعات مشحونة، اختتمت الجولة الثانية من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت، حيث ترأس الوفدين مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وجرت المحادثات في وقت لا يزال فيه النقاش محتدمًا داخل إدارة ترامب، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، حول ما إذا كانت الدبلوماسية أو الضربات العسكرية هي الأكثر احتمالًا لمنع طهران من الحصول على قنبلة، كما يشير تقرير لموقع "أكسيوس".

ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الحالي "يعمل ترامب على كبح جماح الصقور، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويركّز على التوصل إلى اتفاق".

كان الرئيس الأمريكي، أمس الجمعة، ذكر للصحفيين في المكتب البيضاوي: "أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"، وأضاف: "إذا امتلكوا سلاحًا نوويًا، فستكونون جميعًا في غاية التعاسة لأن حياتكم ستكون في خطر كبير".

في حين ركّزت الجولة الأولى التي عُقدت في سلطنة عُمان الأسبوع الماضي، على تحديد لهجة وشكل المحادثات، قال مسؤولون أمريكيون إن هدفهم في الجولة الثانية هو التوصل إلى إطار لكيفية المضي قدمًا في المفاوضات.

وأصدر الوسطاء العُمانيون بيانًا بعد المحادثات قالوا فيه إن الأطراف "اتفقت على الدخول في المرحلة التالية" من المفاوضات بهدف التوصل إلى "اتفاق عادل ودائم وملزم يضمن إخلاء إيران بالكامل من الأسلحة النووية والعقوبات، والحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية".

محادثات أخرى مرتقبة

بينما يشارك في المحادثات وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بصفته الوسيط الرئيسي، كانت الولايات المتحدة قد طلبت تغيير مكان انعقاد الاجتماع جزئيًا، بسبب وقت السفر الطويل بين واشنطن ومسقط "لكن الإيرانيين أرادوا أن تظل عُمان -إحدى الدول القليلة التي تتمتع بعلاقات ودية مع الجانبين- وسيطًا".

وحسبما ذكر "أكسيوس"، سافر "ويتكوف" إلى روما بعد اجتماع غير معلن عنه في باريس، أمس الجمعة، مع مسؤولين إسرائيليين كبيرين، حيث "تسلل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد بارنيا، إلى باريس لحضور اجتماع غير رسمي في محاولة للتأثير على الموقف الأمريكي قبل المحادثات".

كما التقى المبعوث الأمريكي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل بدء المحادثات. وفي الوقت نفسه، نقل التقرير عن مصدر -لم يوضحه- أن ديرمر موجودٌ الآن في روما، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيلتقي ويتكوف لمناقشة تطورات محادثات السبت.

وبينما قال مسؤولون أمريكيون قبل اجتماع السبت، إن هدفهم هو التوصل إلى اتفاق يتضمن القضاء على برنامج اليورانيوم الإيراني، لكن الإيرانيين أوضحوا أن هذا "يتجاوز الخط الأحمر".

من جانبه، أشار علي شمخاني، المستشار البارز للمرشد الأعلى الإيراني، إلى مبادئ إيران للاتفاق النووي، وأكد "شمخاني" أن المفاوضين الإيرانيين لديهم "السلطة الكاملة" للتوصل إلى اتفاق قائم على "الجدية والتوازن"، لكن مثل هذا الاتفاق يجب أن يتضمن ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب منه مرة أخرى، كما فعل ترامب في عام 2018.

وبينما حثَّ نتنياهو الولايات المتحدة على قبول اتفاق فقط، أكد مستشار المرشد الإيراني أن أي اتفاق يجب أن يشمل رفع العقوبات المفروضة على إيران، ولن يشمل إطلاقًا التفكيك الكامل للبنية التحتية النووية الإيرانية.

وأضاف أنه خلال المحادثات، يجب على الولايات المتحدة احتواء إسرائيل والتوقف عن التهديد بمهاجمة إيران، وختم قائلًا: "إيران جاءت من أجل اتفاق متوازن، لا من أجل الاستسلام".

جولة جديدة من المحادثات الإيرانية الأمريكية في عُمان السبت المقبل

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي،أن طهران وواشنطن اللتين عقدتا محادثات في روما، اليوم السبت، حول البرنامج النووي الإيراني، سيجريان جولة جديدة في 26 أبريل الجاري في سلطنة عُمان.

وقال "عراقجي": "سنلتقي يوم السبت المقبل في عُمان" التي تؤدي دور الوساطة في هذه المحادثات، مشيرًا إلى أن "المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف أن المفاوضات مع واشنطن في روما كانت بنّاءة واستمرت لـ4 ساعات، موضحًا أنه من المقرر عقد مفاوضات فنية عبر فرق متخصصة في سلطنة عُمان لوضع أطر عامة لاتفاق، كما كشف أن طهران وواشنطن اتفقتا على استئناف المحادثات التقنية على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة.

كان وزير الخارجية الإيراني والموفد الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، باشرا المحادثات بشأن ملف إيران النووي الذي يثير التوتر بين طهران وبلدان غربية، في عُمان، في 12 أبريل الجاري.

وتستمر المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لحل خلافهما القائم منذ عقود بشأن أهداف طهران النووية، وذلك في ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن عمل عسكري إذا باءت الجهود الدبلوماسية بالفشل.