اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

جنازة البابا فرنسيس السبت.. وأبرز المرشحين لخلافته على كرسي الباباوية

نعش البابا فرنسيس
خالد الحويطي -

أعلن الفاتيكان يوم الثلاثاء أن جنازة البابا فرنسيس الذي توفّي الإثنين عن 88 عاما إثر جلطة دماغية، ستقام السبت عند الساعة العاشرة صباحا (8,00 ت غ) في ساحة بازيليك القديس بطرس. وبعد الجنازة، سينقل النعش إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى (سانتا ماريا ماجوري) حيث سيوارى البابا فرنسيس الثرى، بحسب ما جاء في البيان.

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالبابا فرنسيس قائلا: "كان رجلا ناضل طيلة حياته لمزيد من العدالة ولفكرة معينة للإنسانية، إنسانية أخوية"، مؤكدا حضوره الجنازة.

وأشار إلى أن البابا فرنسيس كان ينحاز دوما طوال توليه البابوية للضعفاء، وأنه فعل ذلك بكثير من التواضع. وأضاف: "في هذا الزمن الذي علته أصوات الحرب والوحشية، كان يشعر بالآخرين، بمن هم أكثر ضعفا".

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الإثنين أنه سيحضر المراسم مع زوجته ميلانيا، وقال: "ارقد بسلام يا أيها البابا فرنسيس! فليباركك الله وليبارك كلّ من أحبّوه" كما أمر بتنكيس الأعلام الاثنين حدادا.

إلى ذلك، أفاد مصدر بالرئاسة الأوكرانية الثلاثاء أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتزم حضور جنازة بابا الفاتيكان الراحل.

كما تأكد حضور رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، رغم أنه اشتبك مع البابا من قبل ووصفه ذات مرة بأنه ممثل الشيطان على الأرض. لكنه غير لهجته بعدما تولى رئاسة الأرجنتين في 2023 ونعاه اليوم.

وكتب ميلي على منصة إكس "كانت معرفتي بحسن أخلاقه وحكمته شرفا حقيقيا لي، رغم الخلافات التي تبدو تافهة اليوم".

كما رجحت تقارير عدة أن يحضر الأمير ويليام كممثل عن العائلة الملكية البريطانية، رغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى الآن.

ولا تزال قائمة الحضور حتى الآن محدودة، إلا أنه من المرجح أن تتسع مع مرور الوقت واقتراب الموعد.

من هم أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس على كرسي البابوية؟

ما لبث أن تم الإعلان عن وفاة البابا فرانسيس، حتى بدأت الصحف الإيطالية والعالمية المهتمة بالشؤون البابوية بتحليل وتحديد الأسماء المرشحة لخلافته. ومن المتوقع أن يتنافس على هذا المنصب، الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية، عدد من الأساقفة والكرادلة موزعين على جملة من الجنسيات. ومن المعروف أن اختيار البابا الجديد يخضع لمعايير منوعة ومعقدة، عدا عن أن عملية الانتخاب تتسم بالكثير من المراسم والتعقيدات.

وحسب تقاليد انتخاب البابا، يصوّت مجمع الكرادلة، الذي يتألف من أشخاص تقل أعمارهم عن 80 عاماً، في اقتراع سري داخل كنيسة سيستين. وتستمر عملية الاقتراع حتى حصول أحد المرشحين على ثلثي أصوات المجمع. وجرت العادة بحرق أوراق الاقتراع في كل مرة لا يتم التوصل فيها لتوافق على اسم، فيتصاعد الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستين، مشيرا إلى استمرار اجتماع الكرادلة.

وعندما يظهر الدخان الأبيض، فهذا يعني أنه تم اختيار بابا جديد.

في ما يلي مجموعة من الأسماء، وفق المتابعين، من أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس:

الكاردينال بيترو بارولين

إيطالي، يبلغ من العمر 70 عاما. احتل منصب وزير خارجية الفاتيكان منذ عام 2013، وأدى دورا محوريا في الشؤون الدبلوماسية البابوية.

ينظر إليه كمرشح وسطي بين التقدميين والمحافظين. لم يكن صاخبا أو ذو حضور نشط في الشؤون اليومية للفاتيكان، لكن يسجل له مواقف في عدد من الملفات الشائكة منها إدانة تشريع زواج المثليين في العديد من البلدان.

وفي حال اختياره، سيكون بارولين البابا الإيطالي الأول منذ 1978.

جان مارك أفلين

رئيس أساقفة مرسيليا. فرنسي، يبلغ من العمر 66 عاما. وفقًا للصحافة الفرنسية، يعرف في بعض الأوساط الكاثوليكية المحلية باسم يوحنا الـ24، في إشارة إلى تشابهه مع البابا يوحنا الـ23، البابا الإصلاحي الذي تولى المنصب أوائل الستينيات.

قال البابا فرنسيس ذات مرة مازحًا إن خليفته قد يحمل اسم يوحنا الرابع والعشرون.

يعرف أفلين بطبيعته المريحة والودية وقربه الأيديولوجي من فرنسيس، لا سيما فيما يتعلق بالهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامي.

وفي حال اختياره، سيكون أفلين أصغر بابا عمرا، منذ يوحنا بولس الثاني.

الكاردينال بيتر إردو

مجري، ويبلغ من العمر 72 عاما. معروف بمواقفه المحافظة، وبحفاظه على علاقات جيدة مع البابا فرنسيس والمحيطين به من التقدميين. ينظر لإردو باعتباره رائدا في حملة التبشير الجديد لإحياء الإيمان الكاثوليكي في الدول المتقدمة العلمانية، وهي أولوية قصوى للعديد من الكرادلة.

كما ينظر إليه على أنه براغماتي، إذ لم يتعارض علنا مع فرانسيس، على عكس غيره من رجال الدين ذوي التوجهات التقليدية المحافظة. ومع ذلك، فقد أثار حفيظة الفاتيكان خلال أزمة المهاجرين عام 2015 عندما عارض دعوة البابا فرانسيس للكنائس لاستقبال اللاجئين، قائلاً إن هذا من شأنه أن يرقى إلى مستوى الاتجار بالبشر. موقف أرجعه مراقبون في حينه إلى تقاربه مع رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان.

الكاردينال لويس أنطونيو جوكيم تاجلي

فلبيني، يبلغ من العمر 67 عاما، ويلقب بـ"فرنسيس الآسيوي" نظرا لتقاربه فكريا مع البابا فرنسيس بقضايا العدالة الاجتماعية.

نظريا، يبدو أن تاغلي، الذي يُفضل عادة مناداته بلقب "تشيتو"، يمتلك جميع المقومات التي تؤهله ليكون بابا، كونه يتمتع بخبرة رعوية تمتد لعقود منذ رسامته كاهنًا عام 1982، فضلا عن خبرته كأسقف لإيموس ثم رئيس أساقفة مانيلا.

بين عامي 2015 و2022، كان القائد الأعلى لمنظمة كاريتاس الدولية، وهي اتحاد يضم أكثر من 160 منظمة كاثوليكية للإغاثة والخدمات الاجتماعية والتنمية حول العالم.

وفي حال انتخابه، سيكون تاجلي أول بابا من قارة آسيا.

الكاردينال خوان خوسيه أوميلا

رئيس أساقفة برشلونة، إسباني، يبلغ من العمر 79 عاما. رغم لقبه الرفيع، يميل أميلا إلى التواضع، مُكرّسًا مسيرته الكنسية للرعاية وتعزيز العدالة الاجتماعية.

صرح لموقع "كروكس" الإخباري في أبريل 2022، بكلماتٍ تعكس رؤية فرانسيس العالمية "يجب ألا نرى الواقع من خلال عيون الأغنياء فقط، بل أيضًا من خلال عيون الفقراء".

أوميلا هو رئيس سابق لمؤتمر أساقفة إسبانيا. كان عليه أن يتعامل مع تداعيات لجنة مستقلة قدّرت عام 2023 أن أكثر من 200 ألف قاصر ربما تعرضوا لاعتداءات جنسية من قِبل رجال دين إسبان على مدى عقود.

في عام 2023، دعا البابا فرنسيس أوميلا للانضمام إلى مجلس الكرادلة المكون من تسعة أعضاء لتقديم المشورة له بشأن مسائل الحوكمة.