ترقباً لمحادثات نووية وتوترات تجارية.. صعود الذهب والنفط وتراجع الدولار
أنهت أسعار النفط تعاملات الخميس على ارتفاع، وسط تزايد المخاوف بشأن مستقبل الإمدادات العالمية في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية والمفاوضات الدولية، سواء بشأن الحرب في أوكرانيا أو البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تطورات ملف الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر يونيو بنسبة 0.70% أو ما يعادل 43 سنتاً، لتسجل عند التسوية 66.55 دولاراً للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأميركي تسليم يونيو بنسبة 0.80%، أو 52 سنتاً، لتصل إلى 62.79 دولاراً للبرميل.
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الخارجية الإيراني استعداده للتوجه إلى أوروبا من أجل بحث الملف النووي، وهو ما رأت فيه فرنسا بادرة إيجابية، مؤكدة استعداد القوى الأوروبية للحوار في حال أبدت طهران جدية في المحادثات، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النفط الإيراني.
تزامن ذلك مع تقارير أشارت إلى نية عدد من أعضاء تحالف "أوبك+" اقتراح تسريع وتيرة زيادة الإنتاج بدءاً من يونيو المقبل، وهو ما قد يعزز المعروض العالمي ويؤثر على توازنات السوق.
وعلى الجانب الآخر، واصلت واشنطن تهدئة لهجتها تجاه الصين في الملف التجاري، رغم استمرار نفي بكين وجود مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية، ما يُبقي الأسواق في حالة ترقب لنتائج أي تحركات دبلوماسية محتملة.
وزادت حدة التوترات مع توجيه الرئيس الأميركي انتقادات حادة لنظيره الروسي على خلفية قصف العاصمة الأوكرانية كييف بصواريخ وطائرات مسيّرة، وهو ما أعاد إلى الواجهة المخاوف من تصعيد أكبر قد ينعكس على أسواق الطاقة العالمية.
وفي سياق متصل، سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً عند تسوية تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي واقتناص المستثمرين فرصة الانخفاض الحاد الذي شهده المعدن النفيس في الجلسة السابقة، وسط أجواء من الترقب في الأسواق بفعل استمرار التوترات التجارية العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو بنسبة 1.7% لتصل إلى مستوى 3348.60 دولار للأوقية، وذلك بعد خسائر بلغت 3.7% في جلسة يوم الأربعاء، والتي جاءت نتيجة مؤشرات على تخفيف الولايات المتحدة من حدة موقفها التجاري تجاه الصين.
في المقابل، شهد مؤشر الدولار –الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية– تراجعاً بنسبة 0.41% ليسجل 99 نقطة، وذلك بحلول الساعة 09:41 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، ما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في وجه تراجع العملة الخضراء.
وسارع المستثمرون إلى تعزيز حيازاتهم من الذهب في ظل المخاوف المتزايدة بشأن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث نفت الصين وجود أي مفاوضات حالية مع الجانب الأميركي، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
وتزايد الحذر بين المستثمرين بفعل المخاطر المرتبطة بسرعة اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارات اقتصادية وتجارية، والتي غالباً ما يتبعها تعديلات أو تراجعات مفاجئة، ما يعمّق القلق بشأن استقرار السياسات التجارية في الفترة الراهنة.