اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الأمم المتحدة تحذر.. انتهاكات إسرائيل في غزة تهدد استقلال العمل الإنساني

غزة
محمود المصري -


في تطور خطير يؤشر إلى تصاعد التوتر بين الأمم المتحدة وإسرائيل، اتهمت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الاثنين، إسرائيل بانتهاك التزاماتها كدولة عضو في المنظمة الدولية، محذرة من التداعيات الوخيمة لاستمرار عرقلة عمل المؤسسات الإنسانية، ولا سيما في قطاع غزة الذي يعيش أوضاعًا كارثية.
وخلال تصريحها، شددت الممثلة الأممية على أن إسرائيل مُلزمة، بموجب القوانين والمعاهدات الدولية، بضمان حرية حركة وكالات ومنظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تُعد الشريان الإنساني الرئيسي لملايين الفلسطينيين. وأكدت أن أي تدخل أو تعطيل لعمل هذه الوكالات يمثل خرقًا صريحًا للالتزامات الدولية، ولا يمكن لأي دولة، مهما كانت مبرراتها السياسية أو الأمنية، أن تفرض قيودًا على عمل الهيئات الأممية.

تعطيل عمل الأونروا

كما أوضحت المسؤولة الأممية أن إسرائيل لم تكتفِ بتعطيل عمل الأونروا، بل انتهكت كذلك مبدأ حصانة الفرق الأممية، وهو مبدأ أساسي لضمان حياد وسلامة العاملين في الميدان. وطالبت بضرورة احترام إسرائيل لاستقلالية الطواقم الأممية وعدم تعريضهم للخطر أو تعطيل مهامهم الإنسانية.
وفي سياق موازٍ، تناولت ممثلة الأمين العام الجدل المتصاعد حول حياد وكالات الأمم المتحدة في غزة. وبينما أكدت أن الأمم المتحدة تأخذ الادعاءات بعدم الحياد على محمل الجد، أوضحت أن الأونروا قامت باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحقيق بشفافية في هذه المزاعم، رافضة في الوقت ذاته أي استغلال سياسي لهذه الادعاءات لعرقلة العمل الإنساني.
لم تتوقف التصريحات الأممية عند هذا الحد، بل حملت طابعًا شديد الانتقاد لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث أشارت المسؤولة إلى أن القصف الإسرائيلي طال المدنيين العزل، بالإضافة إلى استهداف مباشر أو غير مباشر لطواقم الأمم المتحدة العاملة على الأرض. وأكدت أن إسرائيل تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية عن منع إدخال المساعدات الإنسانية، مما يؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية في غزة.

تدهور متسارع للوضع الإنساني

تأتي هذه التصريحات في ظل تدهور متسارع للوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث أدت العمليات العسكرية والحصار الخانق إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. كما تعكس التوترات بين إسرائيل والأمم المتحدة تصعيدًا دوليًا جديدًا قد يؤدي إلى عزلة أكبر لإسرائيل على الساحة الأممية، خاصة إذا استمرت في انتهاك المعايير الدولية المتعلقة بحماية العمل الإنساني.
تشير المعطيات إلى أن مستقبل عمل الأونروا والمنظمات الدولية في غزة بات مهددًا، مما قد يدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات إضافية للضغط على إسرائيل للامتثال لالتزاماتها، أو إعادة النظر في آليات حماية العمل الإنساني في مناطق النزاع.