اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

واشنطن تتخلى عن أوروبا في أوكرانيا

أوكرانيا
أوكرانيا

في ظل التحركات الغربية لضمان استقرار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، برز تباين في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن طبيعة الدعم المقدم لكييف. فبينما تسعى الحكومة البريطانية بقيادة كير ستارمر إلى إرسال قوات ضمن خطة أوروبية لحفظ السلام، يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن بريطانيا قادرة على حماية قواتها دون الحاجة إلى دعم عسكري أمريكي مباشر.
الموقف الأمريكي: دعم اقتصادي بدلاً من التدخل العسكري
صرّح ترمب، وفقًا لمجلة "بوليتيكو"، أن القوات البريطانية التي من المتوقع نشرها في أوكرانيا ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى تدخل أمريكي، مشيدًا بقوة الجيش البريطاني. وجاءت هذه التصريحات قبيل لقاء مرتقب بين ترمب وستارمر، حيث يعتزم الأخير طلب "ضمانات أمنية أمريكية" لحماية قوات حفظ السلام الأوروبية.
ورغم رفض ترمب التدخل العسكري المباشر، فإنه أشار إلى أن الاتفاق الأمريكي-الأوكراني لاستخراج المعادن النادرة يمكن أن يوفر ضمانة أمنية لأوكرانيا، إذ إن الوجود الاقتصادي الأمريكي القوي في البلاد قد يحدّ من أي محاولات روسية لتجديد النزاع.
الرؤية البريطانية: قوة لحفظ السلام ومطالبات بالدعم اللوجستي
في المقابل، تعتزم بريطانيا إرسال قوات ضمن مهمة حفظ سلام أوروبية، إلى جانب فرنسا ودول أخرى، لحماية المنشآت الحيوية الأوكرانية مثل الموانئ والمدن والمواقع النووية. ووفقًا لستارمر، فإن الخطة تتضمن نشر نحو 30 ألف جندي بريطاني على أساس التناوب، مع تأكيده أن لندن لن تطلب وضع قوات أمريكية على الأرض، لكنها بحاجة إلى دعم لوجيستي ومراقبة جوية أمريكية في حال وقوع أي هجوم روسي جديد.
وأكد ستارمر التزام بريطانيا بدور قيادي في أمن أوكرانيا، من خلال تخصيص 3 مليارات جنيه إسترليني سنويًا حتى عام 2030، والاستعداد للمشاركة في الضمانات الأمنية عبر نشر قوات بريطانية عند الضرورة.
تباين المواقف وتحديات التنسيق
يكشف هذا الخلاف بين واشنطن ولندن عن اختلاف في الأولويات الاستراتيجية؛ إذ تسعى بريطانيا إلى وجود عسكري مباشر ضمن قوة حفظ السلام، في حين تفضل الولايات المتحدة تقديم دعم اقتصادي واستراتيجي غير عسكري.
يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يحاول تكثيف التنسيق الأوروبي بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث دعا أكثر من 12 زعيمًا أوروبيًا إلى قمة في لندن لمناقشة الأمن الإقليمي والدعم العسكري لكييف.
وتأتي هذه القمة في وقت حرج، حيث تواجه أوروبا تحديات متزايدة تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، وضرورة تعزيز الجهود الجماعية لضمان استقرار القارة.

يبدأ ستارمر تحركاته بإجراء مكالمة مع زعماء دول البلطيق، قبل استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقر رئاسة الوزراء بـ"داونينغ ستريت". ثم يلتقي في فترة بعد الظهر بقادة دول أوروبية رئيسية، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك، بالإضافة إلى تركيا، وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وممثلين عن الاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا التجمع إلى دفع أوروبا نحو دور أكثر فاعلية في دعم أوكرانيا، بما في ذلك المساعدات العسكرية والضغوط الاقتصادية على روسيا.

تكتسب القمة أهمية خاصة نظرًا لأنها تأتي عقب محادثات ستارمر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، حيث دعا أيضًا زعماء هولندا والنرويج وبولندا وإسبانيا وفنلندا والسويد وتشيكيا ورومانيا للانضمام إلى المحادثات. ومن المتوقع أن يحضر الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، مما يعكس الطابع الموسع لهذه القمة.