اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني عن عمر 69 عامًا

الشيخ الراحل ابي اسحاق الحويني
الشيخ الراحل ابي اسحاق الحويني

غيب الموت اليوم الإثنين، الموافق 17 مارس/ آذار 2025، الداعية الإسلامي الشهير، الشيخ أبو إسحاق الحويني، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وأعلن نجله، حاتم الحويني، خبر وفاة إسحاق الحويني عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. مات أبي".

وُلد الشيخ أبو إسحاق الحويني عام 1956 في قرية حوين التابعة لمركز كفر الشيخ، وكان من المهتمين بعلم الحديث في مصر والعالم الإسلامي، ترك الشيخ أبو إسحاق الحويني العديد من المحاضرات والكتب، وانتشرت دروسه عبر الإنترنت.

ويعد الشيخ حجازي محمد يوسف شريف ويُكنّى بأبي إسحاقَ الحُوَينيّ (وُلد 1375 هـ/ 1956 م - توفي 17 رمضان 1446 هـ / 17 مارس 2025 م) عالم ومحدِّث سنِّي مصري. من أبرزَ شيوخِ السلفية في مصر، وله عِدَّةُ مؤلفاتٍ، وكان يخطب جمعتين في الشهرِ بمسجد شيخ الإسلام في مسقط رأسه. كان له برنامج أسبوعي في قناة الناس باسم «فضفضة»، وفي قناة الرحمة، وقناة الندى التي يُشرف عليها.

ولد في إحدى قرى الريف المصري لعائلة من الطبقة المتوسطة تشتغل بالزراعة وتنقّل بين قرى كفر الشيخ خلال دراسته الابتدائية والمتوسطة حتى السنةِ الأخيرة من المرحلة الثانوية إذ ارتحل إلى العاصمة القاهرة ليبقى مع أخيه وبدأ بحضور محاضرات الشَّيخ عبد الحميد كشك. التحق بجامعة عين شمس في كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية. ويقول الحويني: إن دراسته لكتاب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني مدة سنتين (السلسلة الضعيفة) أيام دراسته الجامعية كانت أفيدَ من كل سِنين التحصيل العلمي الأُخرى. وكان يعمل في بقالة صغيرة نهاراً ويسهر ليلاً على كتب الشَّيخ الألباني ومع ذلك كان الأول على صف اللغة الإسبانية الذي التحق به.

ويبدي موقعه الخاص سبباً لالتحاقه بقسم اللغة الإسبانية وهو «أن يتساوى مع الطلاب ويتفوق عليهم» وأنه كان الأول على صفه حتى السنة الأخيرة وتخرَّجَ بترتيب امتياز حتى حصل على بعثة دراسية لاستكمال تعليمه في إسبانيا لكنه لم يستمر طويلاً لكرهه المعيشة هناك حسب ما ورد في ترجمته الذاتية.

كان لقراءته كتبَ الشيخ الألباني أثرٌ كبير عليه ودافع له للمزيد من القراءة في علم الحديث ودرس على يد الشَّيخ محمد نجيب المطيعي حتى تم اعتقال الأخير ومن ثم خروجه إلى السودان ومنها إلى السعودية. ذهب إلى الأردن وقضى شهراً مع الشَّيخ الألباني ثم ذهب إلى السعودية والتقى بالشيخ صالح آل الشيخ والشيخ ابن عثيمين، ولم يذكر موقعه الخاص أنه تخرج من جامعة في السعودية بل يذكر أنه كان يتردد على المساجد والمجالس التي يقيمها المشايخ.

كما بدأ الحويني منذ صِغرِه بالتعلُّق باللغة العربية وآدابها فكان يَقرأ القصصَ الأدبيّة مثل: «النظرات» و«العبرات» لمصطفى لطفي المنفلوطي، و«شارع الذكريات» لجليل البنداري.

ثم أقبلَ الحُوينيُّ على الشِّعْرِ بنهمٍ فقرأ أشعار البارودي وأحمد شوقي وحافط وعلي الجارم ومحمود حسن إسماعيل وغيرهم، وقد كان البارودي مُحَبَّبًا إليه، فهو الذي غرس في قلبِه بذرة تذوُّق الشعر، وقد كان الحويني يَعُدُّه مِمَّن يستحق لقب "متنبي العصر".

كما قرأ الحُوينيُّ منذ صغره في كتب الأدب، لا سيما للأديب مصطفى صادق الرافعي ومحمود شاكر والذي تأثر الحويني به جدًّا، كما قرأ أيضًا لعباس محمود العقاد وكذلك قرأ لتوفيق الحكيم وليحيى حقي صاحب كتاب «قنديل أم هاشم» ولغيرهم.

ثم مَنَّ الله تعالى عليه بالتعلُّق بكتب العلم الشرعي وبدأت الرحلة الحقيقية في الطلب. وكان يَسعى جاهدًا في تفريغ وقتِه للعلم، وأخذ الحويني القرآن على خاله عبد الحي زيَّان وكان خالُه متميزًا في القراءات ثم أقبل بكليته على علم الحديث بعد تعلقه بالعلم الشرعي بفترة قصيرة.

رحلاته إلى الألباني

وللحويني "رحمه الله" رحلتان مشهورتان للشيخ الألباني، الأولى: في شهر الله المحرم «سنة 1407هـ»، والثانية: في شهر ذي الحجة سنة «1410هـ»، وفيهما عشرات المسائل للشيخ مع الشيخ الألباني، والتي تتعلق بعلوم الحديث وغيره، وقد ذكر الشيخ أنه أخذ للشيخ الألباني ما يقرب من مئتي سؤال في العلل فقط، كما كانت له مع الشيخ الألباني سؤالات أخرى في علوم الشريعة، وبعض الأسئلة في حكم البرلمانات المعاصرة، والأحزاب.