اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

من أكثر الأعمال التي تمحو الخطايا... تعرف على ثواب بناء مسجد والصلاة به

مسجد
مسجد

أشار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إلى أهمية المساجد ودورها الكبير في حياة المسلمين، مؤكدًا أن أول ما بدأ به النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة كان تأسيس المسجد النبوي الشريف، وقد اختار له المكان الذي برك فيه ناقته، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم شخصيًا في بناء المسجد، مما يبرهن على أهمية هذا العمل.

"فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين بركَت به راحلتُه: هذا – إن شاء الله – المنزلُ. ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغُلاَمَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ، لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالاَ: لاَ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا.. "(صحيح البخاري).

تُعَد المساجد أماكنًا مقدسة يتوجب على المسلمين زيارتها وأداء الصلوات فيها. فقد ورد في القرآن الكريم أن الله يعمر مساجد الله فقط بمن آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله، وقد وصف الله تعالى الرجال الذين يسعون إلى المساجد بأنهم رجال لا تلهيهم التجارة ولا البيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وأنهم يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار. لذلك، فإن زيارة المساجد وأداء الصلوات فيها هي من الأعمال المحببة إلى الله والتي يجزي بها المؤمنين بأفضل ما عملوا ويرفع بها درجاتهم.

وأضاف جمعة:" قد وصف الله تعالى عباده المؤمنين الذين يسعون إلى المساجد بالرجال فقال سبحانه:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ واللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (النور: 36 - 38).

وفي ثواب السعي إلى المساجد يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ الله لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ" (متفق عليه)، وهو من أكثر الأعمال التي يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله! قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ" (صحيح مسلم).

وأضاف جمعة: أن "عمارة المساجد لها شيقان مبنى ومعنى، مبنى: ببنائها، ونظافتها، وطهارتها، والاهتمام بها، ففي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله بَنَى الله لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ" (متفق عليه)، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه):"أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ (أو شابًّا) ففقدها رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات قال: أفلا كنتُم آذَنْتُموني قال: فكأنهم صَغَّروا أمرَها فقال: دُلُّوني على قبرِها، فدَلُّوه، فصلَّى عليها ثم قال: إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها وإنَّ الله (عز وجل) يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم"(صحيح مسلم).