عمرو خالد يكشف خلطة مواجهة تحديات الحياة
كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن أقوى خلطة يواجه بها الإنسان تحديات الحياة، التي غالبًا ما تكون أعلى من إمكانياته، فيما اعتبره سر حلاوة الحياة، على عكس ما لو كانت التحديات أقل ستصاب بالملل، ولو كانت مستحيلة تصاب باليأس.
وقال خالد في الحلقة العاشرة من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله "، إن التحديات ضرورية للحياة، لأنه بدونها تفقد معنى الحياة، ولن يكون هناك إحسان، لابد أن يكون هناك تحد لتخرج أحسن ما لديك،فالله سمح بوجود الشيطان لأنه تحد مفيد للإنسان.
التوكل في حياتك
وتحدث خالد عن التوكل في حياتك، والذي يتمثل في رفع القدرات العادية بوجود سند كبير لك، " مبينا أن من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله"، موضحا أن مداومة الإحسان ترفع الإمكانيات أضعافًا مضاعفة لوعد الله "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، " قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِما ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البابَ فَإذا دَخَلْتُمُوهُ فَإنَّكم غالِبُونَ وعَلى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".
أشار خالد أن كل تحدٍ تدخله بشكل صحيح، لابد أن يبارك الله فيه بركة كبيرة، وإصرارك على مواجهة التحدي يخفضه الله..
واستشهد في هذا الإطار بقول عالم النفس الأمريكي، "كارل روجرز" من أنه "لابد من وجود طاقة خارجية عن الإنسان تعوض الفارق بين التحديات والإمكانيات".
ودعا خالد إلى أن يجدد الإنسان ثقته بنفسك بهذه الطريقة النفسية الرائعة، لافتًا أن هناك أناسًا ناجحين جدًا جدًا ومتعلمين جدًا وليس لديهم ثقة داخلية في النفس، وهو ما يمثل "مشكلة نفسية"،مستشهدا بما توصل إليه علم النفس الإيجابي بأن "الإنسان كائن اعتمادي لا يستطيع أن يكتسب الثقة في نفسه دون وجود سند.. إذ لابد من وجود السند".
وقال: "ربنا سمى نفسه الوكيل لأنك تحتاج للسند، وفرق كبير أن تذهب للقوي تقول له: اسندني، وأن يعرض عليك القوي سنده".
وحذر خالد أن "الإنسان بدون أن يمتلك الشعور بأن هناك سندًا يسنده يشعر أنه مفتقد الثقة حتى يجد السند، وقد يكون السند شخصًا قريبًا منك، لكنه سند ثانوي أما السند الذي لايموت فهو الله سبحانه وتعالى، لهذا الآية تقول: "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ"، أي اذهب للسند الدائم الذي لا ينقطع".
كيف تجدد ثقتك في نفسك داخليًا؟
أوصى خالد بالإكثار من الذكر.. "أكثر من قول: حسبي الله ونعم الوكيل في ذكرك.. قل لا إله إلا الله .. وأن يكثر من قول الباقيات الصالحات.. الذكر يقوي داخلك، والصلاة تقوي أن الله يكفيك. كلما ازداد بداخلك أن الله يكفيك زادت الثقة في نفسك لماذا؟ لأنه سيكفيك، فلا تخاف".
واستشهد بأنه أثناء رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة، كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر الصديق، وكان سراقة بن مالك يريد أن يصل إلى النبي بعد أن رصدت قريش مكافأة مقابل ذلك.
أبو بكر يقول له: يا رسول سيدركنا يا رسول لله، والنبي لا ينظر خلقه، ويقول: "اللهم اكفنيه بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير"، فيقع سراقة بن مالك ويحاول يقرب ويكرر النبي الدعاء، فيقع مجددًا.. شعور الكفاية يجعل الله يكفيك.
وختم خالد قائلا : ستظل تحدياتك تعلو على إمكانياتك حتى تديم محاولات الإحسان والتوكل في حياتك.. عندها سيرفع الله إمكانياتك أضعاف مضاعفة حتى تنتصر (تتغلب) على التحديات ليبدأ تحد جديد