السودان تطالب بتكثيف الجهود الإنسانية لإغاثة دارفور

ناشد وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الإنسانية لإغاثة المحاصرين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور
وطالب الوزير اليوم الخميس بإسقاط المساعدات العاجلة عبر الجو بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية، مؤكدا على أن الحكومة تولي أولوية قصوى لحماية المدنيين.
وأشار الأعيسر إلى أن اللقاءات مع منظمات الإغاثة الدولية تأتي في إطار التنسيق المشترك وليست تدخلا في الشؤون الداخلية، معربا عن أسفه لسوء فهم بعض الأطراف لهذه الجهود.
من جهة أخرى، حذر اجتماع مشترك بين وزارة الصحة السودانية وقوات الدفاع المدني من المخاطر الصحية الكبيرة في المناطق المتضررة بولاية الخرطوم، وناشد الأسر بعدم العودة إلى ديارها حتى انتهاء عمليات التعقيم الشامل التي تستغرق ما بين 4 إلى 6 أسابيع.
وأوضح المشاركون أن هذه الإجراءات الوقائية ضرورية لمنع تفشي الأوبئة وحماية الصحة العامة.
وأكد وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم على ضرورة توفير كل الإمكانيات لضمان عودة آمنة للنازحين، مع التركيز على التنسيق المستمر بين جميع الجهات المعنية لاحتواء الأزمة الإنسانية.
يذكر أن المجلس النرويجي للاجئين" إن السودان وبعد مرور عامين على بداية الأزمة، يشهد مجموعة من العوامل الكارثية والعنف الواسع النطاق الذي تسبب في أعمق انهيار إنساني في تاريخ السودان.
كر الأمين العام للمجلس يان إيغلاند في بيان صحافي يوم الثلاثاء، "نحتفل هذا الأسبوع بمرور عامين على اندلاع الحرب في السودان والتي تسببت في واحدة من أكثر الأزمات فظاعة في جيلنا، إذ أدت إلى نزوح ما يقرب من 15 مليون شخص قسرا.. وهاجم مسلحون لأكثر من 700 يوم وليلة، مدنيين عزل دون عقاب.. لم يُحمَ المدنيون، وفشلت جهود السلام".
وأفاد بأن الأزمة تتفاقم بسبب تخفيضات التمويل الأمريكية بالإضافة إلى تخفيضات المساعدات من قبل العديد من المانحين الأوروبيين.
وأضاف أن البرامج التي كانت تقدم دعما حيويا اضطرت إلى التوقف عن العمل، مما ترك الملايين دون الوسائل الأساسية للبقاء على قيد الحياة، فيما يواجه حوالي 25 مليون شخص الجوع المدمر.
وتابع: "مع ذلك فقد اضطررنا إلى وقف دعمنا للمزارعين الذين تعد منتجاتهم ضرورية لمساعدتنا على تجنب المجاعة التي لم تضرب بعد، لقد اضطررنا إلى إغلاق مراكز وصول المساعدات للنازحين والضعفاء حيث يمكنهم طلب خدماتنا".
وأردف قائلا: "كان علينا تقليص التعليم لآلاف الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليه.. هذه هي أحلك ساعة بالنسبة للسودان".
وأشار إيغلاند إلى أن البلدان المجاورة التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ وعائد بما في ذلك تشاد وجنوب السودان، تتحمل الآن ثقل أعداد اللاجئين الفائضة بينما تواجه أزمات خاصة بها، مستطردا بالقول: "هذا ليس مجرد فشل سياسي إنه فشل أخلاقي".