هل هوية التراث «جدران أم بشر»؟
«اتحاد العالم الإسلامي» يسأل و«خبراء» يجيبون: « كيف نصنع تراثاً؟»| صور

في مكان ينبض بالتاريخ المعماري لقاهرة المعز، وتحديداً داخل "قبة الغوري"، نظمت شركة ارك سبيس، برئاسة الدكتور أحمد هارون، فعاليات مؤتمر "مستقبل التراث - بين الرؤى والتحديات"، والذي امتدت فاعلياته إلى يومين، اختتمت أمس الأحد، واقيم تحت رعاية ا.د/ ايمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وا.د/ ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، وبحضور متميز ومشاركات رائعة من شتى بقاع العالم العربي والإسلامي، ا.د.جيهان عبد الهادي، وم.حمدي سطوحي رئيس صندوق التنمية الثقافية وم.محمد ابو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري وا.د/ زينب فيصل عميد كلية الهندسة.
وأشادت الأوساط الثقافية والمعمارية بتنظيم المؤتمر وكافة جوانبه، التي تفوقت بكل المقاييس، فنال إعجاب جميع الحضور، من باحثين ومهتمين بالتراث إلى شباب شغوفين بهويتهم وتاريخهم، حيث ضم العديد من الفعاليات والانشطة من متحدثين متميزين وجلسات بحثية وورشة عمل "إعادة اكتشاف القاهرة التاريخية" ومسابقة ركن التراث.
م.محمد سيد: لدينا تراث مهمل وعلينا إحياءه فوراً
من جانبه، قال المهندس محمد سيد، مستشار بمشاريع الشرق الأوسط وأوروبا، أن القاهرة تعد تراث تاريخي مع الزمن، حيث كونت مدن وامتداد عمراني جديد، يعد تراث لنا فيما بعد.
وأشار إلى انه من الممكن إعادة إحياء التراث من خلال الناس التى تستخدم هذه الفراغات مثل قبة الغورى، فهى أثر تراثي مهمل، ولكن مع تفعيل الورش الثقافية، قمنا بإحياء التراث وتنشيط الثقافة مجدداً.
وأكد ان التراث يعود للبشر أنفسهم، بمعنى ان دور الناس وكيفية استخدامهم للمكان والاهتمام بالتفاصيل، هو ما يحيي التراث، ويرفع من قيمة الأخير اقتصادياً.
وعن توغل تقينات الذكاء الاصطناعي في حياة البشر وتأثيرها على التراث، أوضح م.محمد سيد، ان الذكاء الاصطناعي مجرد أداه يمكن استخدامها للمساعدة فقط، ولا يمكن أن يطغى على عمل الأشخاص في المجالات المختلفة، ولكن يساعد على تحسين المخرجات بشكل أفضل، فهو وسيلة تكاملية وليست أساسية.
م. أميرة بدران: البشر أصل التراث.. والمدن الجديدة ستصبح "تراثية" بعد 100 عام
قالت المهندسة أميرة بدران، مصممة حضارية في مشروعات بمصر وأوروبا والخليج، ان تطوير التراث المعماري لمواكبة التكنولوجيا الراهنة، يرجع إلى التخصص فى الفراغات العامة وكيفية توجيه الشخص، فتراث المدينة ليس متمثلاً في المباني أو المعمار ققط، ولكن لما له من علاقة بالقصص التاريخية التى حدثت حول هوية المباني والحضارة والعادات والتقاليد، فالتراب هو علاقة المقار والمباني بالأشخاص وحياتهم وكيفية تغير الشخص واحتضانه لنمط الحياه، ضاربة مثالاً بقبة الغوري، التي تغيرت منذ سنين عديدة بفعل تغير البشر المحيطين بها.
وحول مدى استنساخ مدينة تراثية جديدة كالتي قاطنة في القاهرة التاريخية القديمة، خاصة (القاهرة القديمة ووسط البلد)، قالت "بدران" ان المدن الجديدة مع مرور الزمن، ستصبح "تراثية"، فالتراث ينتج مع القصص والعادات، وهناك أشخاص استوطنوها بثقافتنا التى توحي بيها، ولكن التراث يرتبط بحياة البشر في الأساس، فالمدينة التراثية لم تبنى ولم يتم تخطيطها، ولكن جاءت بفعل سرد القصص والذكريات، من خلال الحياه فى المكان.
د.هارون: «ارك سبيس» تستهدف إحياء التراث الثقافي المصرى الفترة المقبلة
واتفق معهم في الرأي، الدكتور أحمد هارون، مقرر ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، الذي قال ان سبب اختياره لمكان الفاعليات، في قبة الغوري، كونها أمثل ملآذ لاستضافة مثل هذه الأحداث الثقافية، فهذا المكان يعود عمره لآلاف السنوات، والأغرب والمثير للدهشة، ان قبة الغوري تعتبر أقدم من عمر "دول ذات صيت"، وهي أحد معالم القاهرة التاريخية.
وأوضح الدكتور أحمد هارون، أن المؤتمر جاء ضمن استراتيجية شركة ارك سبيس، التي تستهدف إحياء التراث الثقافي المصرى سواء المادي واللامادي، وتعريف الجمهور على مفردات الحضارة المصرية التي تتسم بالثراء في كل مكوناتها وعناصرها، وما تتمتع به مصر من تراث معماري فريد يتمثل في المساجد والمآذن والقباب التي مازالت شاهدة على براعة الفنان المصري وقدرته على الإبتكار ودوره في الحفاظ على التراث المصري والفن المعماري.
وأشار "هارون" إلى نجاح المؤتمر يعود إلى التعاون مع نخبة من كبار القامات والمثقفين المصريين والعرب، في مجالات التراث المصري والإسلامي والفن المعماري الفريد، وذلك بمناسبة الإحتفال بيوم التراث العالمي، واليوم العالمي للفن، متوجهاً بالشكر لكبار قادات وعمداء كليات بنها وهيئة التدريس لتعاونهم المثمر لإنجاح الحدث.