غزة بين الجوع والدمار.. أزمة إنسانية تتفاقم في ظل صمت العالم

تعيش غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، في ظل حرب مدمرة تقودها إسرائيل منذ أكتوبر 2023، حيث تشير آخر الإحصاءات إلى أن عدد القتلى وصل إلى 51,000 شخص، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار القصف وتدهور الأوضاع المعيشية.
وفي بيان يعكس عمق الكارثة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن مخازنها أصبحت فارغة بالكامل، وسط تصاعد أعداد الجائعين لعشرات الآلاف. وأكدت الوكالة أن الوضع في غزة "جحيم يزداد سوءاً"، مطالبة المجتمع الدولي بالسماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية دون قيود.
نظام صحي على شفا الانهيار
توازيًا مع أزمة الغذاء، يعيش القطاع الصحي هو الآخر حالة من الانهيار. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن نسبة العجز في الأدوية الأساسية تجاوزت 37%، بينما بلغت نسبة النقص في اللوازم الطبية أكثر من 59%، ما أدى إلى شلل جزئي في قدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ المتزايدة.
وأشارت الوزارة إلى أن مرضى السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب هم الأكثر تضررًا من هذا النقص الحاد، في وقت يُمنع فيه خروج المرضى للعلاج في الخارج بسبب استمرار إغلاق المعابر. ويُجبر الأطباء في كثير من الأحيان على اتخاذ قرارات قاسية في ظل غياب الأدوية الأساسية، مما يزيد من معاناة المصابين والمرضى.
تصاعد في أعداد الضحايا
في الـ24 ساعة الأخيرة فقط، وثّقت وزارة الصحة 17 قتيلاً و69 جريحاً نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وهو ما يرفع حصيلة القتلى إلى رقم صادم يعكس حجم الكارثة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
نداء عاجل للمجتمع الدولي
ما يجري في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل كارثة مكتملة الأركان. الجوع، المرض، والقتل اليومي يحدث أمام أنظار العالم دون تحرك جدي لوقف النزيف. إن استمرار إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات، والتجاهل الدولي لمعاناة أكثر من مليوني إنسان، يشكّل فصلاً مظلماً في سجل الإنسانية.
بات من الملح أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لفرض هدنة إنسانية شاملة، وتأمين دخول الإمدادات والمساعدات، وإجلاء الحالات الطبية الحرجة، قبل أن يفقد القطاع ما تبقى من مقومات الحياة.
موقف حماس.. لا هدنة دون وقف دائم للنار
تشهد مفاوضات الهدنة بين حركة "حماس" وإسرائيل عبر الوسطاء لحظة فارقة، مع اقتراب موعد الرد الحاسم من حماس على المقترح الإسرائيلي خلال 48 ساعة، وفق ما صرّح به مصدر مطلع في الحركة. ويتضح من هذا التصريح أن الكرة ما زالت في ملعب حماس، لكن ضمن سياق تفاوضي شديد التعقيد، تسوده اشتراطات متناقضة بين الطرفين، وضغوط إقليمية ودولية متزايدة.
الموقف المعلن من حركة حماس يؤكد تمسكها بثوابت واضحة في أي اتفاق مرتقب:
وقف شامل ودائم لإطلاق النار،
انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة،
ضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود،
الرفض المطلق لأي نقاش حول نزع سلاح المقاومة، الذي وصفه المصدر بـ"الخط الأحمر طالما استمر الاحتلال".