اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تصعيد إسرائيلي متعدد الجبهات.. شق طرق استيطانية في بيت لحم وتدمير جنين وغزة واقتحام الأقصى

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

في تطور يعكس اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي وتعقيد أبعاده الجغرافية والسياسية، صعّدت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، من عملياتها العسكرية والاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب استمرار الانتهاكات في القدس المحتلة.
استيطان متسارع في بيت لحم
شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشق طريق استيطاني جديد في منطقة "أم ركبة" جنوب بلدة الخضر، جنوب بيت لحم، برفقة جرافات عسكرية. ويمتد الطريق من المنطقة الواقعة خلف منزل الصرفندي الذي هدمه الاحتلال الأسبوع الماضي، وصولًا إلى قرية أرطاس المجاورة.
وتُعد منطقة "أم ركبة" المتنفس الأخير للتوسع العمراني في البلدة، لكنها تواجه هجمة استيطانية ممنهجة، تشمل تجريف الأراضي وهدم منازل فلسطينية وفرض أوامر وقف البناء. ويأتي هذا التحرك ضمن مشروع استيطاني أوسع يستهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية وتقويض أي إمكانية لامتداد عمراني فلسطيني مستقل.

عدوان مستمر على جنين

في مدينة جنين ومخيمها، يتواصل العدوان الإسرائيلي لليوم الـ84 على التوالي، وسط عمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية، وتجريف أحياء، وحرق منازل، وتحويل أخرى إلى نقاط تمركز عسكرية.


واعتقلت قوات الاحتلال فجر الاثنين شابين من بلدة اليامون، ونفذت مداهمات في بلدات كفر دان وجلبون. كما نشرت قوات المشاة في مناطق مختلفة من المدينة، ونفذت تدريبات عسكرية حية قرب حاجز الجلمة، ما يعكس نية الاحتلال فرض واقع أمني جديد يكرس السيطرة التامة على جنين ومحيطها.


ووفق تصريحات محافظ جنين كمال أبو الرب، فقد بلغ عدد النازحين أكثر من 21 ألفًا، ما دفع السلطات المحلية للتعاون مع الحكومة من أجل توفير 200 منزل متنقل في مرحلة أولى، في محاولة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء للمهجرين قسرًا.


مجازر في غزة

في قطاع غزة، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على بلدة خزاعة شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين على الأقل وإصابة عدد آخر. كما استهدفت المدفعية مناطق سكنية جنوب المدينة، فيما واصل جيش الاحتلال عمليات تدمير شاملة في رفح، نسف خلالها منازل بشكل عشوائي، إلى جانب استهداف مباشر للصيادين في مواصي رفح.
واستمرت الغارات على مناطق مختلفة في مدينة غزة، بما في ذلك حي الزيتون ومنطقة الشعف، ما يرفع وتيرة التصعيد مع غياب أي أفق لوقف العدوان.

وفي القدس المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حماية مكثفة من شرطة الاحتلال، في اليوم الثاني من "عيد الفصح اليهودي".
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية وأدّوا طقوسًا تلمودية علنية في المنطقة الشرقية من المسجد، في انتهاك مباشر للوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف.


حصيلة كارثية للعدوان


منذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال عدوانه الشامل على قطاع غزة، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 50,944 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 116,156 آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع، خاصة مع تعذر وصول فرق الإسعاف إلى مناطق القصف المستمر.

ما يجري في فلسطين اليوم هو تصعيد إسرائيلي متعدد الجبهات، يهدف إلى إعادة رسم خارطة السيطرة والوجود الفلسطيني سواء عبر القوة العسكرية أو التهجير والاستيطان.
الضفة تُضغط بالمستوطنات والهدم، غزة تُقصف بلا هوادة، والقدس تُفرغ من هويتها، في ظل صمت دولي وشلل مؤسساتي دولي واضح.
الوضع الإنساني يزداد تفاقمًا، والمطلوب اليوم ليس فقط إغاثة عاجلة، بل وقفة سياسية حقيقية تعيد الاعتبار للقانون الدولي وتوقف آلة الحرب الإسرائيلية المنفلتة.

موضوعات متعلقة