استهداف القادة.. حماس تعلن استشهاد رئيس حكومتها بغزة في غارة إسرائيلية

أعلنت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، استشهاد رئيس حكومتها في غزة، عصام الدعاليس، في غارة إسرائيلية استهدفته، في خطوة تشكّل تصعيدًا جديدًا في العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
هذا الاغتيال يأتي في لحظة حساسة، حيث تعثرت المفاوضات بين إسرائيل وحماس في القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا الاستهداف العسكري يحمل رسالة سياسية واضحة، أم أنه مجرد امتداد لاستراتيجية "قطع الرأس" التي تنتهجها إسرائيل؟
مفاوضات القاهرة.. تعثّر أم مأزق استراتيجي؟
تجدد القصف الإسرائيلي على غزة بعد عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة دون تحقيق تقدم، ما يكشف عن جمود واضح في المحادثات. ويبدو أن إسرائيل، من خلال تكثيف هجماتها واغتيال القيادات البارزة في حماس، تسعى إلى ممارسة ضغوط عسكرية وسياسية على الحركة لإجبارها على تقديم تنازلات أكبر في المفاوضات.
في المقابل، قد يكون ردّ حماس على هذا التصعيد بالمزيد من التصلب في موقفها التفاوضي، أو حتى بتكثيف عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، مما يزيد من احتمالات استمرار الصراع لفترة أطول.
تحليل الأبعاد الاستراتيجية لاغتيال الدعاليس
1. محاولة تفكيك البنية القيادية لحماس
استهداف شخصيات قيادية في حماس هو جزء من استراتيجية إسرائيلية مستمرة تهدف إلى إضعاف الحركة سياسيًا وعسكريًا. لكن التجارب السابقة أثبتت أن الاغتيالات لم تفلح في إنهاء المقاومة، بل غالبًا ما أدت إلى تعزيزها عبر ظهور قيادات جديدة أكثر تشددًا.
2. تصعيد عسكري لتعزيز أوراق التفاوض
قد يكون هذا الاغتيال محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد في المفاوضات، حيث تعتقد الحكومة الإسرائيلية أن إضعاف القيادة السياسية لحماس سيجعلها أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بملف الرهائن ووقف إطلاق النار.
3. دلالة على إخفاق الخيارات العسكرية الإسرائيلية
رغم مرور أشهر على الحرب، لا تزال إسرائيل غير قادرة على تحقيق حسم عسكري واضح في غزة. لذلك، فإن العودة إلى سياسة الاغتيالات قد تعكس إحباطًا إسرائيليًا من استمرار المقاومة، ومحاولة لإثبات إنجازات داخلية أمام الرأي العام الإسرائيلي، الذي بدأ يفقد الثقة في جدوى الحرب.
مع هذا التصعيد، هناك سيناريوهان محتملان:
تصعيد ميداني: قد تردّ حماس على اغتيال الدعاليس بهجمات صاروخية مكثفة، مما يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع قد يطيل أمد الحرب.
تغيير مسار المفاوضات: قد تلجأ حماس إلى تشديد شروطها في المفاوضات، ما قد يؤدي إلى مزيد من الجمود السياسي.
في كلتا الحالتين، يبدو أن اغتيال الدعاليس لن يؤدي إلى تحقيق أهداف إسرائيل، بل قد يزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في غزة.
ومع استمرار القصف والاغتيالات، ومع غياب أي تقدم سياسي، يواجه الملف الفلسطيني مرحلة من الغموض والتوتر المتصاعد. ويبقى السؤال الأهم: هل تتمكن الأطراف الفاعلة من احتواء الأزمة، أم أن التصعيد الحالي سيكون بداية لمرحلة أكثر خطورة من الصراع؟.