إعادة إعمار غزة.. رؤية مصرية لضمان الاستقرار والملكية الفلسطينية

في ظل الأوضاع المتوترة في قطاع غزة، تسعى مصر إلى وضع رؤية شاملة لإعادة إعمار القطاع، بما يضمن التعامل معه كجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن نجاح الخطة المصرية مرهون بتحقيق عدد من المتطلبات الأساسية، أهمها تثبيت وقف إطلاق النار، وإدارة مرحلة التعافي المبكر، وإعادة الإعمار وفق رؤية فلسطينية مستقلة.
اجتماع دبلوماسي موسع لعرض الخطة المصرية
استضاف عبد العاطي اجتماعًا موسعًا في مقر الخارجية المصرية، حضره أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلو السفارات والمنظمات الدولية، حيث تم تقديم عرض مرئي شامل حول خطة مصر لإعادة الإعمار. وشدد عبد العاطي على أهمية أن تكون عملية الإعمار مدعومة بإطار سياسي يضمن استدامتها، ويعزز سيادة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.
مرتكزات الخطة المصرية
حددت مصر عددًا من الشروط لضمان تنفيذ عملية إعادة الإعمار بنجاح، أبرزها:
تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، لمنع أي تصعيد جديد يعطل جهود إعادة الإعمار.
إدارة مرحلة التعافي المبكر وفق رؤية فلسطينية، بعيدًا عن أي تجاذبات فصائلية، لضمان ملكية الفلسطينيين لعملية الإعمار.
تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى غزة، من خلال إنشاء لجنة مستقلة غير فصائلية تتولى إدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية تحت إشراف الحكومة الفلسطينية.
تدريب الشرطة الفلسطينية
في إطار جهودها لدعم الاستقرار الأمني في غزة، أعلنت مصر بالتعاون مع الأردن عن بدء تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية، تمهيدًا لنشرهم في القطاع، وهو ما يشير إلى تحركات عملية لتهيئة الأوضاع الأمنية قبل مرحلة الإعمار.
نشر قوات حفظ سلام
كشف عبد العاطي عن مقترح مصري بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، بما يشمل غزة والضفة الغربية، عبر قرار من مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام أو بعثة حماية دولية. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان الأمن والاستقرار في إطار زمني محدد، مما يهيئ الظروف لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
مصر تعالج الجرحى الفلسطينيين
إلى جانب جهودها السياسية والدبلوماسية، لعبت مصر دورًا محوريًا في تقديم الدعم الطبي للفلسطينيين. ووفقًا لما أعلنه وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، فقد عبر أكثر من 107 آلاف فلسطيني من غزة إلى مصر لتلقي العلاج منذ بداية الحرب، بتكلفة تجاوزت 570 مليون دولار، مما يعكس التزام القاهرة بالدور الإنساني تجاه الفلسطينيين.
تسوية سياسية شاملة
تعكس التحركات المصرية المكثفة إدراك القاهرة لأهمية التعامل مع إعادة الإعمار ضمن رؤية سياسية متكاملة، تضمن عدم تكرار دوائر العنف والتدمير. فإلى جانب دورها في إعادة البناء، تسعى مصر إلى تحقيق توافق فلسطيني داخلي، وتعزيز حضور السلطة الفلسطينية، وضمان دعم دولي يعزز الاستقرار، وهو ما يجعلها محورًا رئيسيًا في أي تسوية سياسية مقبلة.