رؤية شاملة لمستقبل القطاع.. تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

يجتمع القادة العرب اليوم في القاهرة لمناقشة خطة مصرية متكاملة لإعادة إعمار غزة، في مواجهة الطروحات المثيرة للجدل التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تتضمن تهجير الفلسطينيين من القطاع. وتأتي هذه المبادرة في ظل تحديات سياسية وأمنية معقدة، أبرزها استمرار التوتر بين إسرائيل وحركة "حماس"، وغياب توافق كامل حول مستقبل الحكم في غزة.
معالم الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
تهدف الخطة التي تقودها مصر إلى تسريع جهود إعادة إعمار غزة، وتقليص الفترة الزمنية إلى ثلاث سنوات بدلاً من خمس، وذلك عبر ثلاث مراحل رئيسية:
إزالة الركام وإعادة تأهيل المناطق المتضررة (6 أشهر):
تنظيف المناطق المدمرة وإزالة الأنقاض.
تأهيل البنية التحتية الأساسية في المناطق الجنوبية من القطاع، لا سيما رفح.
إعادة بناء المرافق الأساسية والبنية التحتية:
البدء بمشاريع الإسكان والمرافق العامة.
تنفيذ أعمال البنية التحتية في المناطق الوسطى والشمالية.
إرساء نظام إداري مؤقت في غزة:
تشكيل لجنة إدارية مؤقتة لإدارة القطاع بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
تدريب وتأهيل الشرطة الفلسطينية بإشراف مصر والأردن، لضمان الاستقرار الأمني.
إمكانية نشر قوات حفظ سلام دولية وفقًا لما قد يقرره مجلس الأمن الدولي.
تمويل وتنسيق الجهود الدولية
تتضمن الخطة تخصيص ميزانية بقيمة 53 مليار دولار، يتم تمويلها من خلال مساهمات عربية ودولية، مع مشاركة 24 شركة مصرية وعربية ودولية متخصصة في إعادة الإعمار. كما تسعى مصر إلى إشراك دول ذات أغلبية مسلمة، مثل إندونيسيا، إيران، ماليزيا، وتركيا، في الجهود الإغاثية وإعادة البناء.
التحديات السياسية والأمنية أمام تنفيذ الخطة
استمرار التوتر العسكري: القمة العربية تنعقد في ظل مخاوف من استئناف القتال بين إسرائيل و"حماس"، ما قد يُعرقل تنفيذ أي خطط للإعمار.
خلافات حول إدارة القطاع: لم يتم التوصل بعد إلى توافق نهائي بشأن شكل الحكم في غزة بعد الحرب، إذ يرفض البعض استمرار سيطرة "حماس"، بينما تدفع أطراف أخرى باتجاه عودة السلطة الفلسطينية.
الموقف الإسرائيلي – الأميركي: تسعى إسرائيل، بدعم أميركي، إلى تمديد المرحلة الأولى من الهدنة، بينما تطالب "حماس" ببدء مفاوضات تؤدي إلى وقف كامل لإطلاق النار.
موقف القاهرة والدول العربية
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن الخطة المصرية "لا بديل عنها"، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، باعتباره المدخل الأساسي لإعادة إعمار غزة. وأضاف أن مصر والسعودية تعملان على حشد الدعم العربي والدولي لمواجهة الطروحات البديلة، وعلى رأسها اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين من القطاع.
ماذا بعد القمة؟
بعد تقديم الخطة في القمة العربية، سيتم عرضها لاحقًا في اجتماع وزاري في السعودية، بمشاركة دول إسلامية فاعلة، للوصول إلى توافق دولي يُمكّن من تنفيذها على أرض الواقع.
تظل إعادة إعمار غزة قضية محورية في المشهد السياسي الإقليمي، إذ تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدول العربية على تقديم حلول عملية تُحافظ على حقوق الفلسطينيين، وتضمن الاستقرار في المنطقة.