اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

على شفا كارثة.. هل تشعل كشمير شرارة أول حرب نووية في القرن الـ21؟

الهند وباكستان
الهند وباكستان

في تطور خطير يعيد شبح الحرب النووية إلى الأفق، تقف الهند وباكستان – وهما قوتان نوويتان – على حافة مواجهة عسكرية غير مسبوقة، قد تكون الشرارة الأولى في صراع نووي كارثي. الأزمة الأخيرة التي انفجرت على خلفية هجوم دموي وقع في وادي بيساران، في الشطر الهندي من كشمير، حركت سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية تنذر بانهيار منظومة الردع التي ظلت تمنع اندلاع الحرب الشاملة بين البلدين منذ عقود.

من رحلة سياحية إلى مجزرة دامية

بدأت الأزمة في 22 أبريل، حين تعرضت مجموعة من السياح الهنود لهجوم مسلح نفذه أربعة رجال يرتدون زيًا عسكريًا، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، بينهم نساء وأطفال. جماعة تُدعى "جبهة المقاومة" تبنت العملية، إلا أن السلطات الهندية رفضت هذه الرواية واتهمت جماعة "لشكر طيبة" الباكستانية بتنفيذ الهجوم بدعم مباشر من الاستخبارات الباكستانية.

رد الفعل الهندي جاء سريعًا وصارمًا. رئيس الوزراء ناريندرا مودي قطع زيارته الرسمية للسعودية وعاد إلى الهند لقيادة التصعيد. وفي خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ توقيع الاتفاقيات التاريخية بين البلدين، علّقت الهند معاهدة تقاسم مياه نهر السند الموقعة عام 1960، وهي خطوة اعتبرتها باكستان تهديدًا وجوديًا لأمنها المائي والزراعي.

قرارات غير مسبوقة وتصعيد متبادل

لم تكتف نيودلهي بذلك، بل أغلقت حدودها البرية مع باكستان، ألغت التأشيرات، وطردت الدبلوماسيين الباكستانيين، وطلبت من المواطنين الباكستانيين مغادرة البلاد خلال 48 ساعة. باكستان من جانبها، ردت بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الهندي، وتعليق جميع أشكال التجارة، وإلغاء اتفاقية "شيملا" التي تشكل حجر الأساس في ضبط التصعيد العسكري في كشمير.

الأخطر كان إعلان باكستان أن أي محاولة هندية للتحكم بمجرى نهر السند تعتبر "إعلان حرب مباشر"، ما يعكس تحول النزاع من أزمة حدودية إلى صراع وجودي، وسط غياب أي وساطة دولية فعالة.

ترسانة نووية في حالة تأهب.. والعالم يترقب

ما يزيد من خطورة المشهد أن كلا البلدين يمتلكان ترسانة نووية ضخمة: الهند تملك أكثر من 160 رأسًا نوويًا، وباكستان تفوقها بعدد يتجاوز 170 رأسًا. أي استخدام، حتى لو محدود، للأسلحة النووية في هذه المنطقة، قد يتسبب في شتاء نووي طويل يُعطل المناخ العالمي، ويُهدد سلاسل الغذاء والماء والهواء في الكوكب بأسره.

مع استقطاب سياسي متصاعد، وشعبين يغذي إعلامهما خطاب الكراهية والتصعيد، تبدو الخيارات محدودة أمام العقلاء. فالهند مدعومة من الولايات المتحدة، وباكستان لها علاقات إستراتيجية عميقة مع الصين، مما يُعقد أي تدخل دبلوماسي تقليدي.

نهاية الردع؟

منذ عام 1947، كانت كشمير منطقة قابلة للاشتعال في أي وقت. لكن ما يجعل الوضع الحالي خطيرًا هو انهيار قنوات الاتصال، وتآكل التفاهمات القديمة، وصعود قادة سياسيين يعتمدون خطابًا قوميًا حادًا. فهل يمكن لطلقة واحدة – مثل تلك التي أُطلقت في جبال كشمير – أن تسقط العالم في جحيم نووي؟ هذا هو السؤال الذي يُقلق العالم الآن.

وفي ظل غياب وساطات دولية جادة، وفي ظل الخطوات المتسارعة التي تتخذها العاصمتان، يبقى العالم في ترقب متوتر. لأن أي تصعيد قادم، قد لا يكون قابلًا للاحتواء.

موضوعات متعلقة