اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
عبد الفتاح دولة المتحدث باسم فتح : علينا تغليب المصلحة الوطنية عن أي مصالح فئوية تركيا وروسيا تستعدان لجولة مشاورات ثنائية حول الشرق الأوسط بشرى للسودانيين.. الجيش السوداني يتقدم في الفاشر وانفراج في الأوضاع الإنسانية إيران تتمسك بخطاب ”السلام” وتلوّح بجاهزية الدفاعات الجوية وسط تصاعد التهديدات الأمريكية مستشارة سابقة لترامب: الرئيس الأمريكي يريد الاقتداء بحكم بوتين.. «دون أي ضوابط» انحياز للقضية الفلسطينية.. إسبانيا تُلغي صفقة أسلحة إسرائيلية موسكو تتهم كييف بخرق هدنة الطاقة وتُحمّل الغرب مسؤولية إطالة أمد الحرب ترامب يواجه انخفاض معدل المواليد في بلاده بمنح 5000 دولار لكل مولود جديد صفقة القرم المفخخة.. أوروبا تتصدّى لمحاولات ترامب تقنين الاحتلال الروسي تحت الحصار والنار.. طولكرم ونور شمس نموذجًا لمعادلة القمع والاقتلاع.. وغزة تودّع أطفالها في محرقة لا تنته من سرقة الأرض إلى سرقة الحضارة .. إسرائيل تزعم وجود تابوت عهد موسى بالأهرامات تصعيد جديد في كشمير.. الهند تتوعد بالانتقام وباكستان ترفض الاتهامات

غصن زيتون أم فخ دبلوماسي.. لهذه الأسباب دخل بوتين في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في تحول مفاجئ بدا أقرب إلى مناورات استراتيجية منه إلى رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ اندلاع الغزو في فبراير 2022، استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا. المبادرة، التي طُرحت تحت شعار وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، استقبلها محللون بسيل من التساؤلات حول دوافعها الحقيقية وسياقها السياسي المعقد.
ورغم أن بوتين استخدم لهجة تصالحية نسبيًا، مؤكدًا انفتاح موسكو على مبادرات السلام، فإن عباراته لم تخلُ من إشارات لغوية تقوض شرعية الطرف الأوكراني، حيث أصر على وصف الحكومة الأوكرانية بـ"نظام كييف"، ما يعكس استمرار النظرة العدائية التي تنكر شرعية القيادة في أوكرانيا.


ما وراء الدعوة.. حسابات داخلية ودولية


يرى محللون أن هذه الخطوة الروسية ليست سوى تكتيك مرحلي محسوب يهدف إلى تحقيق عدة أهداف دفعة واحدة:
رسالة إلى ترامب: يقول ستيفن هول، خبير الشأن الروسي، إن هذه الخطوة موجهة بالأساس نحو دونالد ترامب، الذي عبّر عن رغبته في رؤية "حماس حقيقي" لإنهاء الحرب في حال عاد إلى البيت الأبيض. في هذا السياق، تظهر روسيا بمظهر الطرف الساعي للحل، فيما توحي لأوساط المحافظين الأمريكيين بأنها منفتحة على تسوية قد تحفظ ماء الوجه لواشنطن.


تعميق الانقسام الأوروبي: يسعى بوتين، بحسب ويل كينغستون-كوكس، إلى استباق الجبهة الأوروبية التي تتشكل لتعويض غياب الدعم الأمريكي، عبر فتح قنوات مفاوضات مباشرة تهدف إلى عزل أوكرانيا سياسيًا وخلق واقع تفاوضي جديد.


ترويج داخلي للقومية الروسية: إظهار بوتين بمظهر "صانع السلام" قد يطمئن القوميين الروس المتخوفين من التنازلات، كما يعزز روايته الداخلية بأنه الطرف العقلاني في مواجهة "النظام النازي" كما تصفه آلة الدعاية الروسية.


سياق ميداني يدعم ثقة موسكو


يأتي هذا التحول في ظل وضع ميداني لا يزال يُظهر تفوقاً نسبياً للقوات الروسية، مما يعزز مناورات بوتين السياسية. إذ ترى موسكو أن بإمكانها التفاوض من موقع قوة، خاصة في ظل تعثر الدعم الغربي لأوكرانيا وبدء واشنطن بمناقشة خطط سلام مسربة تتضمن بنودًا تُعتبر مكاسب استراتيجية روسية.
خطة السلام، التي نُسبت إلى إدارة ترامب ولم تُنكرها واشنطن، تشمل الاعتراف الأمريكي بسيادة روسيا على القرم وتجميد خطوط المواجهة الحالية، مع ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما وصفه محللون بأنه "أقرب إلى حلم روسي يتحقق".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن استعداده لمناقشة وقف استهداف المنشآت المدنية، لكنه شدد على ضرورة التزام واضح من موسكو. غير أن كييف تواجه معضلة حقيقية: فالدخول في مفاوضات ضمن هذه الشروط قد يعني فعلياً الاعتراف بواقع الاحتلال الروسي، وهو ما يتناقض مع الخطوط الحمراء الأوكرانية ومواقفها المعلنة، ناهيك عن تداعيات ذلك على الجبهة الداخلية المهزوزة بفعل الاستنزاف الطويل.


خدعة الكرملين أم بداية مرحلة جديدة؟


يرجّح عدد من الخبراء أن هذه المبادرة الروسية قد تكون مجرد استعراض سياسي جديد، يسعى لتقديم الكرملين كلاعب عقلاني يسعى للسلام، فيما يستمر عمليًا في تكريس مكاسبه العسكرية على الأرض.
ستيفن هول يرى أن بوتين، حتى لو لم يكن جاداً في هذه الدعوة، سيستفيد منها على الأقل عبر الادعاء بأنه "حاول" التفاوض، محمّلاً أوكرانيا والغرب مسؤولية استمرار الحرب. وفي حال رفضت كييف العرض، فإن موسكو ستُظهرها أمام دول مثل الصين والهند على أنها طرف متعنت، بينما تواصل حربها بشروطها.

موضوعات متعلقة