اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بشرى للسودانيين.. الجيش السوداني يتقدم في الفاشر وانفراج في الأوضاع الإنسانية

بشرى للسودانيين بتحسن الأوضاع
بشرى للسودانيين بتحسن الأوضاع

في وقت حدثت انفراجة نسبية في شأن الوضع الإنساني بعبور قرابة 100 شاحنة كبيرة معبر أدري على الحدود الغربية للسودان تحمل مؤناً غذائية ودوائية للنازحين والمحتاجين بإقليمي دارفور وكردفان، تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" داخل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إذ تعرضت أحياء عدة لقصف مدفعي كثيف تسبب في مقتل أكثر من 20 مدنياً وإصابة 17 شخصاً على الأقل، مما زاد من معاناة السكان وتوتر الأوضاع الأمنية بصورة غير مسبوقة.

وبحسب تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، فإن "المدينة شهدت اشتباكات منذ فجر الأربعاء في المحورين الشمالي والشرقي للمدينة، مما يشير إلى أن الوضع الأمني في الفاشر يزداد سوءاً، ويثير القلق في شأن سلامة المدنيين الذين يعيشون في ظل هذه الظروف الصعبة وسط استمرار القتال المستعر".

وأكدت التنسيقية في بيان لها أن سكان المدينة في حالة خوف وترقب بانتظار أي تحركات قد تؤدي إلى تهدئة الأوضاع.

وتابع البيان "تعرّضت مدينة الفاشر وما حولها، بما في ذلك معسكر أبو شوك وسوق المواشي، لقصف عنيف من قبل ميليشيات ‘الدعم السريع‘، وذلك على فترات زمنية مختلفة، واستمر حتى ساعات المساء".

وأكد البيان "مقتل أكثر من 20 مدنياً من بينهم نساء وأطفال، وإصابة ما لا يقل عن 17 شخصاً آخرين بعضهم في حالة حرجة".

فيما أشار إعلام الفرقة السادسة مشاة في الفاشر التابعة للجيش إلى أن الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء شهدت هروباً جماعياً لقوة من "الدعم السريع" تتكون من 17 عربة مقاتلة، وذلك في المحور الشمالي الغربي لمدينة الفاشر، بعد أن تعرضت مواقعهم لقصف مكثف ودقيق من قوات الجيش.

وأوضحت الفرقة في بيان لها أن قوات "الدعم السريع" تواصل استهداف المدنيين بصورة منهجية، إذ استخدمت نحو 250 قذيفة مدفعية خلال قصفها على أحياء الفاشر، مؤكدة أن قوات الجيش حققت تقدماً كبيراً في المحاور كافة وتمكنت من السيطرة على مواقع جديدة استخدمتها "الدعم السريع" كمنصات مدفعية.

في الأثناء، قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان إن المدنيين الفارين من مواقع القتال بمدينة الفاشر وما حولها، إلى مدينة طويلة (تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر) والمناطق المجاورة لها، يواجهون صعوبات بالغة في سبيل الحصول على أساسيات الحياة مثل الماء والغذاء والدواء.

وحضت المنسقية في بيان لها جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية على التدخل العاجل لمساعدة هؤلاء النازحين.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن نحو 400 ألف مدني فروا أخيراً من مدينة الفاشر ومخيمات النازحين إلى خارجها بخاصة منطقة طويلة بسبب اشتداد القتال فيها.

فك الحصار

من جانبه، أكد قائد قوات "درع السودان" أبو عاقلة كيكل المتحالف مع الجيش أنه سيقود آلاف المقاتلين لفك الحصار عن مدينة الفاشر وإنهاء أزمة جميع سكانها ونازحيها.

وقال كيكل في لقاء أمام مواطني محلية أم القرى بولاية الجزيرة، إنه يتوجه "برسالة إلى الجنجويد وآل دقلو: عينكم لن ترى النوم بعد اليوم".

وقال إن "هناك مئات الضحايا ومئات المواطنين الذين فقدوا أرواحهم خلال هذه الحرب، ولولا الموت والتضحيات لما تمكنا من استرداد مناطقنا من قوات ‘الدعم السريع‘".

ومضى قائد قوات "درع السودان" قائلاً "سنتوجه إلى الفاشر لفك حصارها من قوات ‘الدعم السريع‘، وإن قدمنا أرواحنا من أجل ذلك".

إحلال السلام

في غضون ذلك، دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بدء عملية سياسية شاملة ووقف فوري للحرب التي دخلت عامها الثالث.

وبحسب بيان لمجلس السيادة، فإن البرهان جدد خلال لقائه المبعوث الأممي ثقة بلاده في دور الأمم المتحدة، وتعهد بدعم جهود إحلال السلام فضلاً عن تأكيده التزام السودان بمساعدة الأمم المتحدة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وقال لعمامرة إنه "تلقى إجابات واضحة من البرهان في شأن القضايا ذات الاهتمام الدولي"، مشيراً إلى أن المعلومات المهمة التي جُمعت خلال زيارته ستُرفع لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومجلس الأمن الدولي.

وأشار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بقوله "ستواصل الأمم المتحدة أداء واجباتها في مجالي الدعم الإنساني والمساعي نحو الحل السلمي المنشود".

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أكد في تصريحات من نيويورك أن لعمامرة سيجري في السودان مشاورات مع الأطراف وأصحاب المصلحة لاستكشاف سبل تعزيز حماية المدنيين وتقليل حدة الأعمال العدائية، فضلاً عن تأكيده على الدعوة العاجلة لحوار صادق وفوري بين أطراف النزاع من أجل وقف فوري للقتال.

ونوه دوجاريك إلى أن الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى عملية سياسية شاملة للحيلولة دون مزيد من التصعيد وإعادة السودان إلى مسار الاستقرار، داعياً الأطراف إلى النظر في إمكانية إجراء محادثات غير مباشرة.

حوادث انفجار ألغام وخلفات حرب

في حين، سجل المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان 40 حادث انفجار بسبب الألغام ومخلفات الحرب، أسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 50 آخرين في مناطق متفرقة من البلاد منذ أبريل الماضي.

وذكر المدير العام للمركز القومي لمكافحة الألغام اللواء خالد حمدان، إن المركز تمكن من تفجير أكثر من 12 ألف دانة و53 ألف ذخيرة من الذخائر الصغيرة من مخلفات الحرب، متوقعاً وجود حوادث انفجار بمخلفات الحرب لم يبلغ عنها، بسبب الانتشار الواسع للألغام ومخلفات الحرب في مناطق كثيرة من البلاد.

ولفت إلى أن العمل لا يزال مستمراً إذ جرى تجميع أكثر من 3 آلاف دانة ويجري تجميع مجموعة أخرى يومياً تمهيداً لتفجيرها في القريب العاجل، في حين نزعت الألغام من بعض المناطق في ولايتي الجزيرة وسنار ومنطقة الخرطوم بحري ومحليتي كرري وأم درمان، ولم يستبعد وجود ألغام في بعض المناطق لم تُكتشف بعد.

وبين أن العمل جارٍ لإزالة الألغام ومخلفات الحرب في كل من شرق النيل والخرطوم وجبل أولياء، كما سيبدأ العمل في الأجزاء الشمالية من أم درمان بمنطقة الصالحة ومحلية أمبدة بعد تحريرها، إضافة إلى ولاية النيل الأبيض وشمال كردفان.

ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل 2023، زرع كلا الطرفين مئات الألغام في المناطق التي تقع تحت سيطرته للحيلولة دون تقدم الخصم.

مغادرة اللاجئين

من جهتها، أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة أكثر من 775 ألف لاجئ من السودان إلى بلدانهم منذ اندلاع الصراع في البلاد من جملة 838 ألف لاجئ، يقيم 69 في المئة منهم في المخيمات.

وذكرت المفوضية في بيان أن "775 ألف لاجئ عادوا من السودان إلى دولهم، منهم 750 ألفاً عادوا إلى جنوب السودان منذ اندلاع الحرب"، مشيرة إلى أن 267 ألف لاجئ في السودان نزحوا إلى مواقع أخرى منذ نشوب الحرب في أبريل 2023.

وشرعت حكومات بعض الولايات، مثل الجزيرة والخرطوم، في إبعاد اللاجئين من الأحياء السكنية إلى مواقع حدودية بعد مشاركة بعض الأجانب كمرتزقة في القتال إلى جانب قوات "الدعم السريع".

وأوضحت المفوضية أن السودانيين الذين عبروا الحدود منذ اندلاع النزاع بلغ عددهم 3.1 مليون شخص، منهم 1.5 مليون غادروا إلى مصر. فيما فر 774 ألفاً إلى تشاد و351 ألفاً إلى جنوب السودان، بينما استقبلت ليبيا 256 ألفاً وإثيوبيا 72 ألفاً وأوغندا 73 ألفاً، في حين عبر 36 ألفاً الحدود إلى أفريقيا الوسطى.

وأشارت المفوضية إلى أنها تعمل على تسجيل الوافدين الجدد من السودان ونقلهم بعيداً من المناطق الحدودية وتحديد الأسر المعرضة للخطر والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضع آليات لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له.

ويعيش اللاجئون السودانيون لا سيما في تشاد وأوغندا وأفريقيا الوسطى، أوضاعاً حرجة للغاية تفاقمت مع تعليق الدول المانحة لكثير من البرامج الإنسانية والطبية التي كانت تساعدهم.

132 ألف بلاغ ضد قوات "الدعم السريع"

تلقت الشرطة السودانية أكثر من 132 ألف بلاغ من مواطنين سودانيين ضد قوات "الدعم السريع" تتضمن عمليات نهب وسرقة لممتلكاتهم، بجانب انتهاكات تشمل القتل والاعتقال والاختفاء القسري والاعتداءات الجنسية.

وقال الناطق الرسمي باسم الشرطة، العميد فتح الرحمن محمد التوم، إن "البلاغات التي جرى تسجيلها في أقسام الشرطة بلغت 35 ألف بلاغ، وفي منصة البلاغ الإلكتروني 97 ألف بلاغ"، لافتاً إلى أن هناك 89 قسماً في ولاية الخرطوم لا يزال يعمل من إجمالي 98 قسماً.

ودعا التوم المواطنين الذين تعرضوا لانتهاكات من قبل "الدعم السريع" بضرورة الإبلاغ الفوري لدى أقسام الشرطة المنتشرة بولاية الخرطوم أو عبر منصة البلاغ الإلكتروني.

وانتقلت إدارات الشرطة السودانية من مدينة بورتسودان شرق البلاد إلى ولاية الخرطوم، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

وكان مدير دائرة الجنائيات بشرطة ولاية الخرطوم، اللواء شرطة عبد الكريم حمدو محمد خير، أكد أن الشرطة تمكنت من استعادة كمية كبيرة من المنهوبات والمركبات، وحث المواطنين على زيارة الأقسام لمعاينة مفقوداتهم واستلامها بعد تقديم الشهود.

موضوعات متعلقة