اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ترمب يكبح الضربة الإسرائيلية.. الأزمة النووية الإيرانية بين الدبلوماسية وشبح الحرب

الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي

في تحول لافت قد يعيد رسم خارطة التوتر النووي في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الجمعة، استعداده للقاء مع أحد أبرز وجوه القيادة الإيرانية، سواء الرئيس المنتخب حديثًا مسعود بزشكيان أو المرشد الأعلى علي خامنئي. التصريح الذي جاء في مقابلة مع مجلة تايم الأميركية، يكشف عن مرونة نادرة في خطاب ترمب حيال طهران، خصوصًا في ظل ما تتعرض له مفاوضات الملف النووي من تعقيدات.

ترمب، الذي عرف بموقفه المتشدد من إيران خلال ولايته الرئاسية، نفى بشكل قاطع ما أوردته تقارير إعلامية حول منعه إسرائيل من شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً: "لم أمنعهم، لكنني لم أجعل الأمر مريحًا لهم"، في إشارة إلى تفضيله منح المفاوضات فرصة قبل الانزلاق نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.

توازن بين الضغط والدبلوماسية


تصريحات ترمب تزامنت مع تقارير لصحيفة نيويورك تايمز تحدثت عن تحضيرات إسرائيلية جادة لضرب أهداف نووية إيرانية في مايو 2025، وهي العملية التي قيل إن ترمب أوقفها في اللحظات الأخيرة، بعد نقاشات داخلية عاصفة داخل إدارته. الانقسام الأميركي حينها تمحور بين دعاة الحسم العسكري وداعمي مسار التفاوض، في وقت ترى فيه طهران أن أي تقدم مرهون بما تسميه "حسن النية الأميركية".

إسرائيل والحرج الاستراتيجي


في الجانب الإسرائيلي، أثار تسريب خطة الهجوم المحتملة قلقًا لدى الدوائر الأمنية والسياسية، وسط تحذيرات من أن الكشف عن نوايا تل أبيب قد يُضعف قدرتها على المناورة أو الردع في مواجهة "التهديد الإيراني المتنامي"، وفق تقارير إسرائيلية.

جولات التفاوض مستمرة


في هذه الأثناء، تُستأنف غدًا في سلطنة عُمان الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، يقودها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي كان قد أجرى لقاءً مماثلاً في روما خلال الأسابيع الماضية. ورغم تحفظ الجانبين على تفاصيل المحادثات، إلا أن أجواء التفاؤل الحذر تسود، وسط ضغط متزايد لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي.


تُظهر التطورات الأخيرة أن إدارة ترمب، رغم خطاباتها النارية، لم تكن بعيدة تمامًا عن خيار الحل السياسي، بل مارست نوعًا من "الردع المعنوي" للجم تصعيد عسكري كانت كلفته قد تكون كارثية. وبين انفتاح مفاجئ على اللقاءات ومفاوضات تجري على وقع طبول الحرب، يبقى مستقبل البرنامج النووي الإيراني معلّقًا على خيط رفيع من التفاهمات المؤجلة والثقة الغائبة.

ملخّص الأزمة النووية الإيرانية 2025

تتمحور الأزمة النووية الإيرانية حول مخاوف دولية، خصوصًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، من سعي إيران لتطوير سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني. وتتصاعد التوترات في ضوء التقدم الإيراني في تخصيب اليورانيوم وتراجع طهران عن التزاماتها في الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في عهد ترمب عام 2018.

في عام 2025، تجدد التوتر بعد تقارير عن نية إسرائيل شن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية، في وقت قالت فيه نيويورك تايمز إن الرئيس السابق دونالد ترمب حال دون تنفيذ تلك الهجمات، مفضلاً إعطاء فرصة للمسار التفاوضي.

في المقابل، تشترط طهران "حسن النية والجدية" من الجانب الأميركي لاستئناف المفاوضات، بينما تُجرى حاليًا محادثات غير مباشرة بوساطة عُمانية، وسط انقسام داخل الإدارة الأميركية بين الحل العسكري والتسوية الدبلوماسية.

رغم التفاؤل الحذر، لا تزال احتمالات التصعيد قائمة، في ظل غياب اتفاق شامل وعودة متكررة للغة التهديد بين الأطراف، ما يجعل الملف النووي الإيراني أحد أكثر ملفات الشرق الأوسط حساسية وتعقيدًا.

موضوعات متعلقة