اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
على شفا كارثة.. هل تشعل كشمير شرارة أول حرب نووية في القرن الـ21؟ هل تنفصل ولاية كاليفورنيا عن الاتحاد الأمريكي بسبب ترامب؟ ترمب يكبح الضربة الإسرائيلية.. الأزمة النووية الإيرانية بين الدبلوماسية وشبح الحرب باكستان: ملتزمون بالسلام ولكن لن نسمح بالمساس بحقوقنا ونحذر الهند من «مغامرة متهورة‏» اضطراب في قدسية الذكرى.. كيف لوّث النازيون الجدد ذكرى أنزاك في أستراليا سباق الدبلوماسية.. ترمب يضغط وموسكو تبدي استعدادها لإنهاء الحرب.. هل اقتربت لحظة السلام؟ روسيا وطالبان.. تقاطع المصالح في وجه داعش وسط ملامح تقارب حذر بين بكين وبروكسل.. الصين تناور للانفراجة الأوروبية في ظل عزلة ترمب التجارية سرقة «آيفون» من مواطن أمريكي تقود شركة «آبل» لساحة القضاء فوضى في البنتاغون.. تحقيقات وتسريبات وتقلص الثقة في وزير الدفاع الأميركي الصين تلوّح بالتراجع في حرب الرسوم.. إعفاءات مرتقبة على سلع أميركية استراتيجية أطلق شعار ”Trump 2028”.. ترامب يتحدى الدستور الأمريكي ويغازل الولاية الثالثة

بين خطوط ترمب الحمراء وحسابات طهران الرمادية.. هل تنجح عُمان في هندسة ”اتفاق مؤقت”؟

البرنامج النووي
البرنامج النووي

في وقت يتصاعد فيه الغموض بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، تستعد سلطنة عُمان لاحتضان جولة جديدة من المحادثات الفنية بين واشنطن وطهران، وسط مؤشرات متباينة توحي بأن الطريق إلى اتفاق شامل قد لا يكون معبّداً كما تأمل العواصم المعنية. فبعد جولتين سياسيتين في مسقط وروما، ينتقل الطرفان إلى مربع أدقّ: الملفات الفنية، حيث يكمن الشيطان غالبًا في التفاصيل.

خطاب أمريكي

اللافت في هذه المرحلة أن الخطاب الأميركي يبدو منقسماً بين تيارات داخل الإدارة ذاتها، ما ينعكس في تضارب التصريحات حول الموقف من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. ففي حين يتمسك الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"الخط الأحمر" القاضي بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، يترك هذا المبدأ مساحة واسعة للتأويلات بشأن طبيعة البرنامج النووي الذي يمكن السماح به تحت هذا السقف.

المعضلة الفنية والسياسية تبدو مزدوجة

واشنطن لم تحسم بعد مطالبها التفصيلية، بينما تضغط إيران لتثبيت "حقها" في التخصيب السلمي بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وبينما يتحدث عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين، عن اتفاق مؤقت كخيار واقعي في ظل المهلة الزمنية المحددة بشهرين، ترفض واشنطن هذا الطرح رسميًا، متمسكة باتفاق شامل رغم ضيق الوقت وتعقيد الملف.

توقيت المفاوضات

توقيت المفاوضات حساس، إذ يأتي في ظل إدارة أميركية تعاني من التباين الداخلي بشأن إيران، بينما تتعامل طهران مع مفاوضين أميركيين يفتقر بعضهم – كحال رئيس الوفد مايكل أنطون – إلى الخبرة النووية. وقد ينعكس هذا على قدرة واشنطن على حسم مواقفها الفنية بشكل واضح، ما يمنح طهران هامشاً للمناورة.

في المقابل، تتمسك إيران بفصل المسار النووي عن ملفات دعمها للجماعات المسلحة، ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة لإدارة ترمب التي ترى في الملف الإيراني مجموعةً متشابكة من التهديدات الإقليمية. ورغم التصريحات المتكررة بعدم نية طهران تطوير سلاح نووي، إلا أن كمية اليورانيوم عالي التخصيب المخزّنة تثير الشكوك لدى الدول الغربية، وتضع الاتفاقات السابقة – خاصة اتفاق 2015 – في مرمى المقارنة.

المفارقة أن معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تستند إليها طهران في موقفها، لا تحظر التخصيب بحد ذاته، وتسمح لدول مثل اليابان والبرازيل بممارسة هذا الحق، شرط الالتزام بالضوابط. ولكن هل تنجح إيران في إقناع الغرب بأنها مثل هذه الدول، في ظل تاريخ طويل من التوتر وعدم الثقة؟.

وسيط موثوق

عمان تتحول مجددًا إلى وسيط دبلوماسي هادئ في ملف مشتعل، لكن غياب الوضوح في الرؤية الأميركية، وتشدد طهران في خطوطها الحمراء، يجعل من احتمال التوصل إلى اتفاق شامل في شهرين رهانا محفوفًا بالشكوك. وهنا، قد يصبح "الاتفاق المؤقت" حلاً واقعياً رغم إنكاره العلني، أو على الأقل، جسر عبور نحو تفاهم أوسع.

هل تتمكن عمان من تجديد دورها التاريخي كقناة خلفية فعالة في النزاعات المعقدة؟ أم أن الحسابات الانتخابية في واشنطن والتصلب الأيديولوجي في طهران سيجهضان فرصة نادرة لخفض التصعيد؟ الأيام المقبلة ستكشف الكثير.