هل تتحرك إسرائيل عسكرياً لضرب طهران؟
نتنياهو وحكومته بين هجمات الحوثيين ونووي إيران

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الإثنين، برد قوي على جماعة الحوثي في اليمن، التي أطلقت صواريخ ومسيرات مرارا على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
وقال نتنياهو في خطاب بمدينة يافا وسط إسرائيل: "أريد أن أقول شيئا واحدا للحوثيين ولكل من يرغب في إلحاق الأذى بنا.. أي هجوم ضدنا لن يمر دون رد.
يذكر أنه منذ انتهاء وقف إطلاق النار في غزة، أطلقت جماعة الحوثي صواريخ باليستية على إسرائيل، وترد الأخيرة بشن هجمات على أهداف شملت الحديدة وصنعاء ومطارها.
كما يتعرض اليمن لغارات شبه يومية تشنها الولايات المتحدة لاستهداف البنى التحتية للحوثيين، منذ أعلنت واشنطن في 15 مارس الماضي إطلاق عملية عسكرية ضد الجماعة لوقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
هذا في وقت تُستأنف فيه جولات التفاوض غير المباشر بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج طهران النووي، يزداد التوتر في المنطقة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية وتلويح تل أبيب بالخيار العسكري، وسط مخاوف من أن تكون طهران تستثمر في الزمن لبناء قدرات نووية غير معلنة.
وفي ظل تعثر المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، عادت نبرة التصعيد إلى الواجهة، مع تلويح إسرائيلي متكرر بتنفيذ ضربة عسكرية "كبيرة"، قابلتها طهران بالتشدد والتمسك بثوابتها بشأن برنامجها النووي، ما ينذر بتقاطع خطير في الحسابات الإقليمية والدولية.
واحتضنت العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة عمانية.
ورغم وصف الأجواء بـ"البنّاءة"، إلا أن النتائج بقيت محدودة. فقد أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عرقجي، أن المباحثات ركزت فقط على الملف النووي دون التطرق لقضايا أخرى، في حين لم يصدر أي بيان رسمي عن الجانب الأميركي.
إيران شددت، عبر مصادر رسمية، على أن خطوطها الحمراء لا تزال قائمة، وأبرزها: رفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي، وعدم وقف تخصيب اليورانيوم، والامتناع عن خفض المخزون الإيراني إلى ما دون مستويات اتفاق 2015.
كما رفضت التفاوض بشأن منظومتها الصاروخية. في المقابل، تطالب بضمانات مكتوبة من إدارة ترامب لعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي.
هذه الشروط، وفق مراقبين، تجعل العودة إلى الاتفاق صعبة، وتعيد إلى الأذهان أخطاء إدارة أوباما، التي اتُهمت بأنها ساهمت في تمويل وكلاء إيران بالمنطقة من خلال رفع العقوبات.
هل تتحرك إسرائيل عسكرياً لضرب إيران؟
بالتوازي مع المفاوضات، تواصل إسرائيل تحركاتها السياسية لتأثير على القرار الأميركي. فقد كشفت تقارير أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الموساد، ديفيد بارنيا، التقيا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في باريس، سعياً للتشديد على ضرورة رفض أي اتفاق لا يفرض تفكيك قدرة التخصيب الإيرانية بالكامل.
وترى إسرائيل أن أي اتفاق يُبقي على قدرة التخصيب، ولو جزئياً، يُعد تهديداً وجودياً لا يمكن التهاون معه، وهو ما قد يدفعها إلى التحرك العسكري، حتى دون تنسيق مسبق مع واشنطن.
"مسألة وقت".. ضربة إسرائيلية محتملة ضد طهران
وسط هذا المشهد المعقد، تبقى الضربة الإسرائيلية المحتملة محل مراقبة، وقد تُقدم تل أبيب على تنفيذ هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا ما تأكدت عبر أجهزتها الاستخباراتية من سعي طهران لتحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح.
وتبقى حكومة الاحتلال الإسرائيلية، غير ملزمة بأي اتفاق بين واشنطن وطهران، وترى في الأمر "قضية وجودية" لا تخضع للمساومات.