الصحة العالمية: خفض المساعدات الأميركية تعني خسارة في أرواح الملايين

دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الولايات المتحدة اليوم الإثنين الى ضرورة "إعادة النظر" في الخفض الحاد لمساعداتها المخصصة للقطاع الصحي، محذرا من أن وقفها بشكل مباغت يهدد ملايين الأرواح حول العالم.
وقال تيدروس للصحفيين "نطلب من الولايات المتحدة أن تعيد النظر في دعمها للصحة العالمية"، محذراً من أن وقف دعم برامج لمواجهة الإيدز فقط "قد يلغي التقدم الذي تحقق على مدى عشرين عاما، ويتسبب بأكثر من 10 ملايين حالة إصابة إضافية بالإيدز وثلاثة ملايين وفاة مرتبطة بالإيدز
وكان في فبراير الماضي، أظهرت وثيقة، أن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ستناقش خفض ميزانيتها بمقدار 400 مليون دولار، وذلك في ضوء قرار الرئيس دونالد ترامب سحب التمويل الأميركي، الذي يمثل أكبر مساهمة حكومية في المنظمة.
وخلال افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للمنظمة، دافع المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن دور المنظمة والإصلاحات التي نفذتها مؤخرًا، كما كرر دعوته للولايات المتحدة لإعادة النظر في قرارها، والدخول في حوار مع المنظمة بشأن أي تغييرات إضافية.
وقال جيبريسوس:"سنرحب باقتراحات من الولايات المتحدة وكافة الدول الأعضاء حول كيفية تحسين خدماتنا لصالح شعوب العالم." بحسب وكالة "رويترز".
ووفقًا للوثيقة، يقترح المجلس التنفيذي خفض ميزانية البرامج الأساسية من 5.3 مليار دولار إلى 4.9 مليار دولار، ضمن الميزانية الإجمالية التي كانت مقدرة في الأصل بـ7.5 مليار دولار، والتي تشمل تمويل برامج القضاء على شلل الأطفال والتعامل مع حالات الطوارئ الصحية.
وجاء في الوثيقة:"بانسحاب أكبر مساهم مالي، لا يمكن للموازنة أن تظل كما هي." وتُعد الولايات المتحدة أكبر مانح حكومي لمنظمة الصحة العالمية، حيث تسهم بحوالي 18% من إجمالي تمويلها. وقد اتخذت المنظمة بالفعل إجراءات لخفض التكاليف عقب القرار الأميركي.
لكن الوثيقة أشارت أيضًا إلى أن بعض ممثلي المجلس التنفيذي شددوا على ضرورة أن تحافظ المنظمة على توجهها الاستراتيجي رغم التحديات المالية. وبلغت الميزانية الأساسية للفترة السابقة 2024-2025 نحو 4.9 مليار دولار، وهو مبلغ مشابه لما تقترحه المنظمة حاليًا بعد الخفض الكبير الذي سيربك حسابات وبرامج وخطط منظمة الصحة العالمية مما يؤثر بشكل سلبي على ملايين من المرضى الذين يعتمدون بشكل رئيسي على دعم المنظمة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قرر الانسحابةبشكل رسمي رسميًا من منظمة الصحة العالمية في أول يوم له في منصبه قبل أسبوعين، على أن تستغرق عملية الخروج عامًا كاملًا حتى تصبح سارية وفقًا للقانون الأميركي.