اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ترامب يحارب الإعلام الحكومي.. تقليص واسع يثير معركة سياسية وإعلامية

ترامب
ترامب

في خطوة غير مسبوقة، وضعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من 1300 موظف في إذاعة صوت أمريكا (VOA) في إجازة إدارية مدفوعة الأجر، كما أوقفت تمويل خدمتين إخباريتين أمريكيتين، وذلك بعد يوم واحد من توقيع ترامب أمراً تنفيذياً يستهدف تقليص أنشطة وكالة الإعلام الأمريكي العالمي (USAGM) إلى أدنى حد ممكن.
هذا الإجراء الذي يمثل أكبر تقليص لوسائل الإعلام الممولة حكومياً منذ عقود، جاء ضمن خطة أوسع لتخفيض البيروقراطية الحكومية، شملت أيضاً ست وكالات فيدرالية أخرى. لكن القرار أثار انتقادات شديدة من الديمقراطيين والمؤسسات الإعلامية، حيث وصفه البعض بأنه هجوم مباشر على حرية الصحافة، ومحاولة لإسكات الإعلام المستقل الذي يخدم السياسة الخارجية الأمريكية.
معارضة شديدة من الديمقراطيين والإعلاميين
أصدر النائبان الديمقراطيان جريجوري ميكس ولوريس فرانكل بياناً مشتركاً أدانا فيه قرار ترامب، محذرين من أنه "سيلحق ضرراً دائماً بجهود الولايات المتحدة في مكافحة الدعاية الإعلامية العالمية"، خاصة في الدول التي تفرض رقابة صارمة على الإعلام مثل الصين وروسيا وإيران.
وأشار البيان إلى أن "وكالات مثل إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي (RFE/RL) وإذاعة آسيا الحرة (RFA) تواجه خطر الإغلاق التام، مما يعرض عملها الحيوي لخطر مباشر".
كما أكد المشرّعون أن هذه الخطوة لا تتعلق فقط بتقليص البيروقراطية، بل إنها "تقوض الأمن القومي الأمريكي"، حيث لعبت هذه الوكالة دوراً رئيسياً في مواجهة التضليل الإعلامي وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق مثل إقليم شينجيانغ الصيني وأوكرانيا.
تأثير القرار على التغطية الإعلامية الدولية
إغلاق أو تقليص هذه الوكالات قد يؤدي إلى فراغ إعلامي خطير في المناطق التي تعتمد على الإعلام الأمريكي كمصدر رئيسي للأخبار الموضوعية والمستقلة.
أهم المؤسسات المتأثرة بالقرار:
إذاعة صوت أمريكا (VOA) – تصل إلى 350 مليون مستمع أسبوعياً وتغطي أكثر من 40 لغة.
إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي (RFE/RL) – تغطي روسيا وأوكرانيا ودول أوروبا الشرقية.
إذاعة آسيا الحرة (RFA) – تغطي الصين وكوريا الشمالية وقدمت تقارير عن انتهاكات الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ.
شبكة البث في الشرق الأوسط (MBN) – تعمل على التصدي لحملات التضليل الإعلامي الإيرانية في المنطقة.
كيف تبرر إدارة ترامب القرار؟
البيت الأبيض دافع عن القرار، مشيراً إلى أن هذه الوكالات "غير ضرورية" وأنها تمثل عبئاً على دافعي الضرائب الأمريكيين. كما اتهمت الإدارة بعض هذه الوسائل الإعلامية بالتحيز ضد المحافظين، مشيرة إلى أن "صوت أمريكا" تحولت إلى أداة تخدم اليسار السياسي.
كما عيّن ترامب المذيعة السابقة كاري ليك، المؤيدة له، لإدارة VOA في ولايته الثانية، والتي اعتبرت أن USAGM "غير قابلة للإصلاح"، متعهدة بتقليصها إلى الحد الأدنى.
في الوقت ذاته، يقود إيلون ماسك حالياً جهوداً حكومية لتقليل التكاليف الفيدرالية عبر إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، والتي قامت بالفعل بإلغاء أكثر من 100,000 وظيفة حكومية، وتجميد المساعدات الخارجية، وإلغاء آلاف البرامج والعقود.
ردود فعل غاضبة
قال مايكل أبراموفيتز، مدير VOA:
"لأول مرة منذ 83 عاماً، يتم إسكات صوت أمريكا الشهير، الذي لعب دوراً محورياً في الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء العالم."
نادي الصحافة الوطني في واشنطن وصف القرار بأنه "ضربة خطيرة لحرية الصحافة"، محذراً من أن الولايات المتحدة "تفقد مصداقيتها كمدافع عن الإعلام المستقل".
منظمة مراسلون بلا حدود حذرت من أن هذه الخطوة "تهدد تدفق المعلومات الحرة على مستوى العالم".

معركة سياسية وقضائية
يبدو أن هذا القرار لن يمر دون معركة قانونية وسياسية. فقد أرسل موظفو VOA رسائل إلى "رويترز" تفيد بأنهم وضعوا في إجازة إدارية براتب كامل، وطلب منهم "عدم دخول مقار العمل أو استخدام الأنظمة الداخلية".
الديمقراطيون تعهدوا بالتحرك في الكونغرس لاستعادة التمويل، وقد يلجأون إلى إجراءات قانونية ضد الإدارة لوقف تنفيذ القرار.
هل ينجح ترامب في إعادة تشكيل الإعلام الحكومي؟
بينما تسعى إدارة ترامب إلى إعادة هيكلة الإعلام الحكومي بحجة تقليل البيروقراطية، يرى معارضوه أن هذا القرار يمثل "محاولة لتقويض الإعلام المستقل"، ويهدد حرية الصحافة دولياً.

موضوعات متعلقة