اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

من انسحاب بوتيجيج إلى أزمة الهوية.. استعدادات داخلية مبكرة للحزب الديمقراطي لسباق 2028

الانتخابات الأمريكية
الانتخابات الأمريكية

تشهد الساحة السياسية الأميركية تحركات مبكرة تُعكس استعداد قوى الحزب الديمقراطي لخوض صراع داخلي جديد في السباق نحو الانتخابات الرئاسية لعام 2028. وقد أثار وزير النقل الأميركي السابق، بيت بوتيجيج، تكهنات بشأن احتمالية ترشحه للرئاسة بعد انسحابه من السباقات المحلية هذا الأسبوع، وفقًا لتقرير نشرته "أكسيوس". يأتي هذا التطور ضمن سياق يتسم بعدم الكشف عن النوايا بشكل علني بين الديمقراطيين الذين يستعدون للانتخابات التمهيدية، حيث تُظهر تحركاتهم استعدادًا واضحًا لاستقطاب الأصوات وإعادة ترتيب الأوراق داخل الحزب.

بيت بوتيجيج.. من طموحات رئاسية إلى انسحاب تكتيكي

يُعتبر بيت بوتيجيج شخصية معروفة بطموحاتها الوطنية، فقد حاول سابقًا خوض سباق الانتخابات الرئاسية عام 2020 أثناء توليه منصب عمدة ساوث بند بولاية إنديانا، رغم فشله في تحقيق النتائج المرجوة. وفي منصبه كوزير للنقل في إدارة الرئيس جو بايدن، واجه بوتيجيج سلسلة من الأزمات التي شكّلت تحديات كبيرة على المستوى الإداري والسياسي. كان يُنظر إليه كمرشح قوي سواء لمنصب حاكم ميشيغان أو لعضوية مجلس الشيوخ، إلا أن قراره الأخير بعدم الترشح في هذه السباقات يشير إلى إعادة تقييم استراتيجيته وخياراته المستقبلية في ظل بيئة انتخابية متقلبة.

مشهد المنافسة داخل الحزب الديمقراطي

تتنوع الأسماء المطروحة ضمن المرشحين المحتملين لانتخابات 2028، حيث يشمل السباق كلًا من:

جافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، الذي بنى شبكة وطنية من المؤيدين والمتبرعين وأظهر ميولًا معتدلة، مسعىً منه لتوسيع قاعدته السياسية في مواجهة التحديات المرتبطة بفوز دونالد ترمب في انتخابات 2024.
تيم والز، حاكم مينيسوتا، الذي أعلن انسحابه من السباق التشريعي لمجلس الشيوخ، مما يُفسح المجال أمامه لتركز جهوده على ترشح رئاسي، من خلال جولة وطنية لاستقطاب الناخبين حتى في دوائر الجمهوريين.
جيه بي بريتزكر، حاكم إلينوي، رجل أعمال ملياردير يتمتع بصيت قوي كأحد وجوه المعارضة داخل التيار الديمقراطي، حيث ظهر اسمه في قوائم مرشحين بديلين في ظل صعوبات الحزب في الانتخابات السابقة.
رام إيمانويل، الذي يمتلك خبرة إدارية واسعة من عمله في البيت الأبيض وسفير الولايات المتحدة في اليابان، ويعمل الآن كمحلل سياسي، مشيرًا إلى ضرورة إعادة ضبط الاستراتيجية الديمقراطية قبل التجديد النصفي لعام 2026.
جريتشن ويتمر، حاكمة ميشيغان، التي برزت كزعيمة وسطية تميل إلى اليسار، وأطلقت مبادرات لتعزيز أمن الحدود ودعم الصناعات المحلية، إلى جانب دعمها لقضايا حقوق الإجهاض والحماية المدنية.
جاريد بوليس، حاكم كولورادو، الذي يُعرف بمواقفه المعتدلة، ودعا إلى تعاون أكبر بين السلطة التنفيذية والكونغرس في قضايا الأمن والهجرة.

وتضاف إلى هذه القائمة أسماء أخرى مثل حاكم ماريلاند ويس مور وحاكم كنتاكي آندي بشير وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية كونيتيكت كريس ميرفي، مما يؤكد انقسام رؤى واستراتيجيات داخل التيار الديمقراطي.

أزمة الهوية والاستعداد للمواجهة مع الجمهوريين

تشير هذه التحركات والتكهنات إلى أزمة هوية حالية داخل الحزب الديمقراطي عقب خسارات 2024 التي شملت البيت الأبيض والكونجرس، حيث يسعى القادة لإعادة تنظيم صفوفهم وتحديد استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات القادمة، لا سيما في ظل استمرارية تأثير سياسات دونالد ترمب. ويبدو أن التنافس الداخلي يشمل محاولات لبناء قاعدة انتخابية جديدة تمتد إلى مستويات وطنية، حيث يعتمد المرشحون المحتملون على خبراتهم الإدارية والسياسية لبناء صورة بديلة عن الاستراتيجيات السابقة.

كما يمثل انسحاب بيت بوتيجيج من السباقات المحلية مؤشراً على إعادة تقييم استراتيجي داخل التيار الديمقراطي، حيث يشير إلى أن الأسماء البارزة تتخذ خطوات تكتيكية استعداداً لمواجهة انتخابات 2028. ومن خلال تنوع المرشحين المحتملين، يتضح أن الحزب يواجه تحديات داخلية تتعلق بتوحيد الرؤية ووضع استراتيجية تنافسية في ظل معركة انتخابية محتدمة مع التيار الجمهوري. يبقى المستقبل السياسي لبيت بوتيجيج وباقي الشخصيات الديمقراطية على المحك، مع توقعات بمزيد من التحركات والتكهنات مع اقتراب مرحلة الانتخابات التمهيدية.

موضوعات متعلقة