لم تعودوا تستحقونه
نائب فرنسي يطالب الولايات المتحدة بإعادة تمثال الحرية لفرنسا

هل أصبحت الولايات المتحدة التي كانت قبلة الحرية في العالم خصماً للحرية والأحرار حالياً؟ هذا ما يراه بعض الأوربيون الآن حتى أن نائباً في البرلمان الفرنسي صرح بذلك علانية في مؤتمر حزبه.
حيث طالب رافائيل جلاكسمان، النائب الفرنسي من حزب "بلاس بوبليك" (الوسط اليساري)، الولايات المتحدة بإعادة تمثال الحرية، معتبرًا أن السياسة الأمريكية الحالية تتناقض مع القيم التي يمثلها التمثال.
جاء ذلك خلال مؤتمر حزبي أمس الأحد، حيث انتقد جلاكسمان بشدة موقف الولايات المتحدة من أوكرانيا وروسيا.
وقال جلاكسمان: "أعيدوا لنا تمثال الحرية. سنقول للأمريكيين الذين اختاروا الوقوف إلى جانب الطغاة، وللأمريكيين الذين طردوا الباحثين لمطالبتهم بالحرية العلمية: أعيدوا لنا تمثال الحرية".
وأضاف: "لقد قدمناها لكم كهدية، ولكن يبدو أنكم تحتقرونها. لذا، سيكون كل شيء على ما يرام هنا".
تمثال الحرية، الذي أهدته فرنسا للولايات المتحدة عام 1884، يرمز إلى التحالف بين البلدين وقيم الحرية. وقد أصبح التمثال، الذي يقع في نيويورك، رمزًا عالميًا للحرية والديمقراطية.
هذا الطلب يأتي في سياق انتقادات واسعة لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه أوكرانيا وروسيا، حيث اتهمه العديد بالانحياز لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد تصاعدت التوترات بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في فبراير الماضي، ما أدى إلى سحب الولايات المتحدة مؤقتًا للمساعدات العسكرية والاستخباراتية من أوكرانيا.
كما وجه جلاكسمان انتقادات لليمين المتطرف في فرنسا، واصفًا إياهم بأنهم "نادي معجبين" بترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك.
وانتقد جهود ماسك لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية وإنفاقها، معتبرًا أن هذه الإجراءات تضر بالبحوث في مجالات الصحة والمناخ.
من جهة أخرى، أعلن ترامب مؤخرًا عن تعيين الجنرال كيث كيلوج مبعوثًا خاصًا إلى أوكرانيا، بينما واصل الرئيس الأوكراني زيلينسكي التأكيد على أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا.
يأتي هذا التصعيد في وقت تشير فيه تقارير إلى أن ترامب وبوتين قد يتواصلان هذا الأسبوع، وسط محادثات حول صفقة محتملة مع أوكرانيا قد تمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى موارد المعادن النادرة في البلاد.
تمثال الحرية
تمثال الحرية هو أحد أشهر المعالم في العالم، يقع في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا على جزيرة الحرية في خليج نيويورك.
يُعتبر رمزًا عالميًا للحرية والديمقراطية، وهدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة عام 1886 احتفالًا بالذكرى المئوية لاستقلال أمريكا وتعبيرًا عن الصداقة بين البلدين.
مواصفات التمثال:
المصمم: النحات الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي
الهيكل الداخلي: صممه غوستاف إيفل (مصمم برج إيفل)
الارتفاع: حوالي 93 مترًا (من القاعدة إلى الشعلة)
المادة: مصنوع من النحاس المطروق، مما أكسبه لونه الأخضر بسبب التأكسد
الوزن: حوالي 225 طنًا
رمزية التمثال:
الشعلة: تمثل الاستنارة والحرية
التاج: يحتوي على 7 أشعات، ترمز إلى القارات السبع
اللوح الذي تحمله اليد اليسرى: منقوش عليه تاريخ إعلان استقلال الولايات المتحدة (4 يوليو 1776)
القيود المكسورة عند القدمين: ترمز إلى التحرر من العبودية والاضطهاد
تم تفكيك التمثال ونقله من فرنسا إلى نيويورك في 350 قطعة ثم أعيد تركيبه
أدرجته اليونسكو كموقع تراث عالمي عام 1984