اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ماذا يحدث داخل جامع صنعاء الكبير؟.. روحانيات رمضانية

الجامع الكبير في صنعاء
الجامع الكبير في صنعاء

يزداد الإقبال على الجامع الكبير في العاصمة اليمنية صنعاء، خلال شهر رمضان الكريم لعام 2025م، الذي يسعى فيه مسلمون لإشباع احتياجاتهم الدينية.

وفضلًا عن كونه مكانًا للصلاة، صار الجامع الكبير الذي يعود بناؤه لقرون مضت، مركزًا للنشاط الديني في صنعاء ومنارة للتعلم والتفقه في الدين من خلال حضور الدروس والخطب.

وقال مواطنون من سكان صنعاء، لوكالة "رويترز" الإخبارية: "‏عندما يضيق الإنسان، خارج في الحياة العملية، يوجد نفسه متحمل هموم عبء الحياة.. وعندما يأتي للجامع الكبير ينسى هذه الهموم كلها بواسطة الروحانية والسكينة التي هي ممنوحة من الله سبحانه وتعالى في هذا المكان".

وأضاف محسن المحاقري، مستشار وزارة الإدارة المحلية، أن أهمية المسجد تمتد إلى ما هو أبعد من خصائصه المادية، إذ إن ‏الجامع الكبير تخرج منه ليس المئات بل آلاف الرجال من رجال العلم في علوم القرآن وتفسيره والقراءات وفي علوم الفلك وفي علوم الرياضيات، ومكتبة الجامع الكبير تحتوي على نفائس الكتب العلمية والفكرية وفي مختلف العلوم الإنسانية.

واتفق معهم حافظ الأعرج، باحث ومؤرخ من مدينة صنعاء، شارحاً الطبيعة القديمة والأهمية العظيمة لهذا المسجد، قائلاً: "‏ثلاثة أنماط زخرفية نباتية بالجامع الكبير، واحد نمط فاطمي، اثنان عباسي جعفري، ثلاثة نمط أموي. النمط الفاطمي من أجمل الأنماط الزخرفية النباتية في الجامع، فيه الجوائز هي المدادات الخشبية، وعرضها 20 سانتي (سنتيمترًا)، وأيضًا القواطع وهي عرضها 15 سانتي فيه الصحن النجمي غير المكتمل، وفيه الترس والنجمة".

كان الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، قد استقبل السفير خالد محفوظ، سفير جمهورية اليمن بالقاهرة، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لبحث سبل تعزيز التعاون الديني والثقافي بين البلدين.

وفي مستهل اللقاء، رحّب وزير الأوقاف بالوفد اليمني، معربًا عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر واليمن، مؤكدًا المكانة الرفيعة التي يحتلها اليمن في وجدان المصريين، لما له من تاريخ عريق ورموز علمية بارزة. وأشار سيادته إلى أن اليمن كان وسيظل منبعًا للعلم والعراقة والكرم، وأن أي معاناة تصيب أبناءه تؤلمنا، داعيًا الله -عز وجل- أن ينزل على شعبه السكينة والأمان، ويصرف عنه كل سوء.

وتناول اللقاء أهمية تحقيق الاستقرار في اليمن، ودور الفكر الوسطي في مواجهة التحديات الراهنة. وأكد وزير الأوقاف حرص مصر على دعم الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والسلام لليمن، وذلك عبر تعزيز التعاون المشترك في نشر الخطاب الديني المعتدل، ومكافحة التطرف، وتقديم برامج تدريبية للأئمة والوعاظ اليمنيين في أكاديمية الأوقاف الدولية، لتأكيد رسالة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في نشر الوسطية والفكر المستنير.

وفي هذا السياق، أكد وزير الأوقاف أن الوزارة تسعى دائمًا إلى تعزيز أواصر التعاون مع الدول العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن تدريب الأئمة والوعاظ من مختلف الدول جزء من إستراتيجية مصر لنشر الفكر المعتدل، وترسيخ قيم التسامح والوسطية، ودعم الاستقرار في المجتمعات العربية.

من جانبه، عبّر السفير اليمني عن تقديره العميق لدور مصر الريادي في دعم بلاده، مشيدًا بجهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر المستنير ومواجهة الفكر المتطرف. كما طلب الاستفادة من الخبرات المصرية في إعادة ترسيخ المنهج الوسطي في اليمن، عبر التعاون في تدريب الأئمة والوعاظ، بما يسهم في بناء وعي ديني متزن يحفظ استقرار المجتمع.