اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

الصين تحذر من تصعيد التوتر البحر الأحمر

الصين
الصين

في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، دعت الصين إلى التهدئة والحوار، مؤكدة رفضها لأي تحركات من شأنها تأجيج الوضع في المنطقة. جاء ذلك بعد إعلان جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، عن تنفيذ هجومين متتاليين على حاملة طائرات أمريكية خلال 24 ساعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن بكين تعارض أي تصعيد في البحر الأحمر، مشددة على أهمية اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية بدلاً من المواجهات العسكرية.
التصعيد الأمريكي ورد الحوثيين
تزامنت هذه الدعوة الصينية مع تعهد الولايات المتحدة بمواصلة الضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ما لم يتوقفوا عن استهداف السفن في البحر الأحمر. كما هددت واشنطن باتخاذ إجراءات ضد إيران، متهمة إياها بتقديم الدعم العسكري والتقني للحوثيين.
وأعلنت واشنطن أن ضرباتها الأخيرة أسفرت عن مقتل عدد كبير من قادة الحوثيين، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. بينما أفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين بأن الغارات الجوية أودت بحياة 53 شخصاً على الأقل.
استمرار الحملة العسكرية واحتمالات التصعيد
بحسب مسؤول أمريكي نقلت عنه وكالة "رويترز"، فإن الحملة العسكرية قد تستمر لأسابيع، مما يزيد المخاوف من تحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين القوات الأمريكية والحوثيين، مع امتداد تداعيات النزاع إلى الإقليم بأكمله.

الجيش الأمريكي يواصل غاراته

تتواصل الضربات العسكرية الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن لليوم الثاني على التوالي، وسط تأكيدات رسمية بأن العمليات ستستمر لفترة قادمة. وقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الإثنين، عن استمرار عملياتها الجوية ضد الجماعة، حيث نشرت مقاطع مصورة لمقاتلات تقلع من حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" لتنفيذ الهجمات. في المقابل، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن الغارات استهدفت مناطق في الحديدة والجوف ومديرية الحزم.
ضربات أمريكية متواصلة
أكد مسؤولون سياسيون وعسكريون أمريكيون أن الضربات الجوية لن تتوقف طالما استمرت الهجمات الحوثية التي تعيق حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول أمريكي، بأن طائرات مقاتلة أمريكية من طرازي F-16 وF-18 تمكنت من إسقاط 11 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون يوم الأحد، كما تم رصد محاولة فاشلة لإطلاق صاروخ باليستي سقط في المياه قبالة سواحل اليمن.
استهداف حاملة الطائرات الأمريكية
في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن الجماعة استهدفت للمرة الثانية خلال 24 ساعة حاملة الطائرات "هاري ترومان" في شمال البحر الأحمر باستخدام صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة، مشيراً إلى أن الاشتباك استمر لساعات. وزعم سريع أن الهجوم الحوثي نجح في إفشال هجوم أمريكي كان قيد الإعداد، ما أجبر المقاتلات الأمريكية على التراجع بعد استهداف حاملة الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها.
وكان الحوثيون قد أعلنوا، مساء الأحد، عن إطلاق 18 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرات مسيرة نحو الحاملة الأمريكية، رداً على الغارات الأمريكية التي استهدفت عدة محافظات يمنية بأكثر من 47 غارة جوية.
: العمليات مستمرة بلا هوادة
على المستوى السياسي، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن الحملة العسكرية تهدف إلى حماية حرية الملاحة البحرية واستعادة الردع، مشدداً على أن العمليات ستستمر حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن والطائرات الأمريكية. وأضاف:
"في اللحظة التي يعلن فيها الحوثيون أنهم سيتوقفون عن استهداف سفننا، سنوقف هذه الحملة، لكن حتى ذلك الحين، ستستمر بلا هوادة."
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مقابلة مع "CBS News" أن الضربات ستستمر حتى يتم شل قدرة الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "لا توجد خطط حالياً لشن عمليات برية في اليمن."
في ظل استمرار المواجهات بين الطرفين، تتزايد المخاوف من تحول البحر الأحمر إلى ساحة صراع مفتوح، مع احتمالية امتداد النزاع إلى أطراف إقليمية أخرى، خاصة مع التهديدات الأمريكية باتخاذ إجراءات ضد إيران، المتهمة بتقديم الدعم العسكري والتقني للحوثيين. وفي المقابل، تدعو الصين وأطراف دولية أخرى إلى التهدئة والحوار، وسط قلق متزايد من تأثيرات هذا الصراع على أمن الممرات البحرية والتجارة الدولية.

موضوعات متعلقة