ردًا على قطع المساعدات.. الحوثيون يستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر

أعلنت جماعة الحوثي في اليمن استئناف عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، بعد فترة توقف بدأت في يناير الماضي مع سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء هذا الإعلان بعد تحذير سابق للجماعة من أنها ستعاود هجماتها البحرية إذا لم تتراجع إسرائيل عن منع دخول المساعدات إلى غزة خلال أربعة أيام.
وأكد الحوثيون في بيان نُشر على منصة "إكس"، أن الحظر يدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنه، مشيرين إلى أن أي سفينة إسرائيلية تحاول كسره ستكون عرضة للاستهداف في مناطق العمليات المحددة. وأوضح البيان أن الحظر سيظل ساريًا حتى يتم فتح المعابر إلى غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية والطبية.
يأتي هذا التصعيد في أعقاب قرار إسرائيلي بمنع دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع في الثاني من مارس، ووقف إمدادات الكهرباء عنه لاحقًا، فيما أفادت مصادر إسرائيلية بأن الخطوة التالية قد تشمل وقف إمدادات المياه إلى شمال غزة.
منذ نوفمبر 2023، شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن التجارية والعسكرية، متذرعين بدعمهم للفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقًا لوكالة "رويترز". وأسفرت هذه الهجمات عن إغراق سفينتين، واحتجاز أخرى، ومقتل أربعة بحارة على الأقل، مما تسبب في اضطرابات كبيرة لحركة الشحن العالمية، وأجبر العديد من الشركات على تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة التكاليف ومدة الرحلات البحرية.
في السياق ذاته، كانت الولايات المتحدة قد صنفت جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية" في مارس الماضي، استجابة لدعوة الرئيس السابق دونالد ترامب، بهدف فرض عقوبات اقتصادية أشد على الجماعة، ردًا على هجماتها ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
هذا التصعيد يفاقم المخاطر الأمنية في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في حركة التجارة الدولية، ويدفع القوى الإقليمية والدولية إلى اتخاذ إجراءات للحد من التهديدات البحرية المتزايدة.
مصر تجدد رفضها لمقترح ترامب حول غزة
جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفض بلاده القاطع لأي مقترح لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكداً أن مصر لن تقبل بأي سيناريو يؤدي إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي مسمى.
وجاءت تصريحات السيسي خلال مشاركته في ندوة تثقيفية نظمتها القوات المسلحة المصرية بمناسبة الاحتفال بـ"يوم الشهيد والمحارب القديم"، حيث شدد على أن القضية الفلسطينية لن تُحل إلا من خلال تحقيق العدالة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وليس عبر فرض حلول قسرية تتجاهل الحقوق التاريخية للفلسطينيين.
تصريحات الرئيس المصري جاءت ردًا على المقترح المثير للجدل الذي طرحه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي دعا إلى تهجير سكان غزة وتولي الولايات المتحدة إدارة القطاع، مع تحويله إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط". وقد أثار هذا الطرح انتقادات دولية وعربية واسعة، ولاقى رفضًا شعبيًا داخل مصر، حيث خرجت مظاهرات أمام معبر رفح تندد بأي محاولة لإفراغ غزة من سكانها.
السيسي أكد أن الموقف المصري الصلب تجاه هذه القضية لم يكن ليتحقق إلا بفضل وعي الشعب المصري والتفافه حول القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن مصر تقف إلى جانب الفلسطينيين في معركة البقاء والمصير، وتواصل دعمهم سياسيًا وإنسانيًا.