تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر.. هل تستخدمهم إيران كورقة تفاوض مع واشنطن؟
مع اقتراب تولي الإدارة الأمريكية الجديدة، تتصاعد الأنشطة العسكرية في مياه البحر الأحمر، حيث بدأ الحوثيون في استهداف الأصول البحرية الأمريكية، ما يثير تساؤلات حول استراتيجية إيران في استخدامهم كورقة ضغط خلال مفاوضاتها المقبلة مع واشنطن.
في أحدث التطورات، أعلنت ميليشيا الحوثيين عن تنفيذ عملية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس ترومان" في البحر الأحمر، إلى جانب إسقاط إحدى المقاتلات الأمريكية أثناء تصديها لهجوم على صنعاء. من جانبها، أكدت واشنطن أن الطائرة سقطت بسبب "نيران صديقة" وأن الطيارين تم إنقاذهم. هذه الهجمة تأتي بعد أقل من شهر من هجوم آخر استهدف مدمرتين كانتا تواكبان حاملة الطائرات "لينكولن" أثناء مرورهما بمضيق باب المندب.
الرسائل الإيرانية عبر الحوثيين
يرى مراقبون أن تصعيد الحوثيين يأتي كجزء من محاولة إيرانية لتأكيد قدرتها على تعطيل الاستقرار الإقليمي والدولي، رغم الضغوط التي تعرضت لها طهران في المنطقة. عبدالسلام محمد، رئيس مركز "أبعاد للدراسات"، اعتبر أن مقتل الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، فتح الباب لعبدالملك الحوثي للتمدد في قيادة "محور المقاومة". وأضاف أن تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي تشير إلى أن طهران قد تكثف من استخدام الحوثيين كأداة مناورة في المنطقة، خاصة في ظل السعي لربح الوقت للتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
إيران والحوثيون: استراتيجية وقتية
يعتقد يعقوب السفياني، مدير مكتب مركز "سوث 24" للأخبار والدراسات في عدن، أن إيران ستواصل دعم الحوثيين في الفترة القادمة، خاصة إذا استمر التصعيد العسكري ضد السفن والملاحة الدولية. وأوضح أن طهران قد تسعى من خلال ذلك إلى تشتيت انتباه واشنطن وتخفيف الضغوط المفروضة عليها، مستغلة فترة انتقالية قبل تولي ترامب الرئاسة. السفياني أضاف أن إيران قد تدفع نحو تصعيد آخر، سواء عبر دعم جماعات إرهابية في مناطق أخرى أو عبر إعادة فتح قنوات التفاوض بشأن الاتفاق النووي.
نظرة المجتمع الدولي: استئصال الحوثيين
من جهة أخرى، يرى المحلل السياسي خالد سلمان أن الحوثيين أصبحوا يشكلون تهديدًا جدياً لمصالح واشنطن ودول الجوار، ما يجعل فرص تعاطي المجتمع الدولي معهم ضئيلة. وقال سلمان إن الحوثيين، باعتبارهم آخر أداة إيرانية في المنطقة، قد يتعرضون للاستئصال العسكري، سواء عن طريق الضغط الدولي أو عبر تدخلات من دول أخرى، مثل إسرائيل، التي قد تستهدف المنشآت الإيرانية. وأضاف أن المجتمع الدولي قد يفضل عدم التفاوض مع أطراف فاقدة لقوة الضغط، وفي حال كان هناك تفاوض مع إيران، فسيكون وفق شروط جديدة بعيدًا عن الاعتماد على الحوثيين كورقة تفاوضية.